

خصص برنامج ”ما خفي أعظم” الذي يبث على قناة ”الجزيرة” حلقة يوم أمس الجمعة، لتسليط الضوء على التطورات السياسية والأمنية في تونس، في ظل حكم الرئيس المنقلب على الدستور قيس سعيد، الذي أدخل البلاد في أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة.
قمع المعارضين
تطرقت حلقة برنامج ”ما خفي أعظم لقناة الجزيرة، التي حملت عنوان ”تونس.. الأيادي الخفية”، إلى تفاصيل مثيرة تتعلق بأحداث أمنية كبيرة عصفت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة، ولا تزال طي الكتمان، إذ تعرف انقسام سياسي حاد، حيث يشهر نظام قيس سعيد اتهامات جاهزة في وجه المعارضين، عبر استغلال القضاء لتصفية حسابات سياسية.
وكشفت تحقيقات برنامج ”ما خفي أعظم” عن قيام النظام التونسي بتصيفة حسابات سياسية مع معارضيه من خلال اتهام مسؤولين ونواب سابقين ورجال أعمال محسوبين على المعارضة بتسهيل سفر آلاف التونسيين بعد الثورة التونسية للإنضمام إلى المقاتلين في بؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا.
تسريبات ووثائق تورط مسؤولين تونسيين
وسلط البرنامج ذاته، الأضواء على كيفية اشتغال نظام الرئيس قيس سعيد واستعماله لبعض الشخصيات والمسؤولين لوقف الثورة التونسية وتشويه المشهد السياسي في البلاد، حيث حصل هذا التحقيق على تسريبات ووثائق حصرية تميط اللثام عن شخصيات نافذة متورطة في هذا الأمر، ولكنها لم تخضع للحساب، وأبرزها عصام الدردوري، وهو شخصية أمنية يلفها الكثير من الجدل، واتهم بتسريب مكالمات حساسة مع مسؤولين أمنيين سابقين ورفعت ضده قضايا عدة، وتصدر هذا الشخص المشهد التونسي في ملف “التسفير”.
وبحسب التحقيق ذاته، أظهرت التسريبات الصوتية تواصل الدردوري مع شخص لبناني غامض يدعى محمد علي إسماعيل ويعمل لصالح النظام السوري، من أجل تأمين استئجار طائرة تونسية بطريقة غير رسمية، وهو ما يكشف عن جانب من الدور الخفي الذي يؤديه بخلاف الصورة التي يظهر عليها في العلن.
كما حصل تحقيق برنامج ”ما خفي أعظم” على تسجيل مسرب آخر يظهر قيام الدردوري بتسريب معلومات أمنية حساسة، من بينها قائمة أسماء لعناصر سريين جندهم الأمن التونسي خارج الحدود، وهذه التسريبات تعزز التخابر مع جهات خارجية وتسريب معلومات أمنية سرية إلى الخارج.
تجنيد الأمن التونسي لعناصر والتخلي عنها
ومن جهة أخرى، حصل البرنامج على شهادة سرية من عنصر اختراق تم تجنيده من قبل الأمن التونسي، حيث تم تكليفه -كما يقول- بنقل الأموال والمسلحين المطلوبين بين ليبيا والجبال الحدودية التونسية، والذي أظهر أيضا كيف قام جهاز الحرس الوطني بتجنيد التونسية زينب كشرود لإيصال أموال إلى الجماعات المسلحة في الجبال على الحدود التونسية الجزائرية، لكنها اعتقلت من قبل الأمن الجزائري، وتم التخلي عنها من قبل النظام التونسي.
وإلى جانب ذلك، عرض البرنامج شهادة عنصر اختراق تابع للحرس الوطني التونسي يؤكد فيها أنه بين نار الإرهاب وتجاهل الدولة ويطلب الحماية من الدولة، كما تطرق إلى الهجوم الذي استهدف متحف باردو في قلب العاصمة التونسية شهر مارس 2015 وخلف مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة 50 آخرين، مشيرا إلى أن قاضي التحقيق تحدث حينها عن تحريف خطير للوقائع بانتزاع اعترافات تحت طائلة التعذيب.