الأخبارخارج الحدودمجتمعمستجدات

برنامج “مع واشنطن” يسلط الضوء على موضوع التعاون الاستخباراتي بين المغرب وأمريكا

الخط :
إستمع للمقال

تناول برنامج “مع المغرب من واشنطن”، الذي يبث من العاصمة الأمريكية، على قناة ميدي 1 تيفي، موضوع التنسيق بين المخابرات المغربية والأمريكية، والذي تجسد في التعاون الوثيق بين مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وأجهزة الاستخبارات الأمريكية، الشهر الماضي، من خلال تفكيك خلية إرهابية تتألف من أربعة متشددين تتراوح أعمارهم ما بين 24 و28 سنة، ينشطون بمدينة وجدة ويرتبطون بما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد تمت خلال هذه الحلقة مناقشة تطورات عمليات الاعتقال الأخيرة، وماذا تعني بالنسبة لجهود المغرب لمكافحة الإرهاب؟ إضافة إلى كيف تتعاون الدول لمكافحة الإرهاب؟ وما أهمية ذلك؟ وماهي توجهات الإرهاب الإقليمي؟ وهل يمكن لأي دولة بما فيها المغرب أن تكون بمأمن من هجمات الجماعات الإرهابية؟ وهل جيران المغرب يقومون بما فيه الكفاية لمواجهة هذا التهديد؟

وتحدثت مراسلة البرنامج في البداية، عن الشبان الأربعة الذين تم توقيفهم بوجدة شرق المغرب، خلال العملية الأخيرة التي تمت بالتنسيق بين الديستي والمخابرات الأمريكية، مؤكدة بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية بالمغرب تستهدف أماكن أثرية وعسكرية وغيرها من المرافق الحيوية.

وأضافت ذات المتحدثة، بأن الموقوفين كانوا أيضا يخططون للعودة لمنطقة الساحل واستئناف تداريبهم، حيث حاول أحدهم الهروب من سطح بيته. وبفضل التعاون المغربي والأمريكي تم تجنب الكارثة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تواصل الإشادة بالعمل الاستخبارتي بين الرباط وواشنطن، والأهم مواصلة القضاء على الإرهاب، للحيلولة دون الوصول إليها، مما يعتبر مكسبا للبلدين.

ومن جهته، أكد جيري كوردون متحدث سابق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن للولايات المتحدة والمغرب سجل طويل في مجال مكافحة الإرهاب خلال الـ20 عاما الماضية، خصوصا بعد هجمات شتنبر 2001 على الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المغرب لعب دورا رئيسيا في يناير الماضي في إحباط هجوم إرهابي في الولايات المتحدة، حيث كان هناك جندي أمريكي في العشرين من عمره، يدعى كول بريجيز أصبح متطرفا وينتمي لداعش، وكان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي في الولايات المتحدة، قبل أن تتمكن المديرية العامة لمراقبة التراب في المغرب، من إبلاغ المخابرات الأمريكية بالهجوم، موضحا بأن المخابرات الأمريكية شكرت المديرية على دورها الرئيسي في منع ذلك الهجوم الإرهابي، مضيفا أنه من الأهمية بمكان أن يتفهم المشاهدون في المغرب الدور المحوري الذي قامت به المملكة المغربية في تدمير دولة الخلافة الإسلامية التي حاول تنظيم داعش إقامتها في العراق وسوريا.

وأضاف ذات المتحدث بأن التحالف الدولي ضد داعش تشكل من حوالي 80 دولة، ولكن بالنظر إلى الأطراف التي قامت بالعمليات القتالية سنجد أن عددها 12 دولة من بينها المغرب الذي أرسل طائرات F16 للقتال جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية، للمساعدة في تدمير داعش، وهكذا ظل المغرب مساعدا قويا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

وقال نورمان رول، الذي قضى 34 عاما في المخابرات المركزية الأمريكية، بأن جيري كوردون كان محقا بالقول بأن التعاون بين المغرب والولايات المتحدة ظل قائما منذ فترة طويلة ويتسم بالنجاح الكبير، ويعود إلى عشرات السنين، ويعود النجاح في جانب منه إلى أن أجهزة المخابرات المغربية عالية المهنية وتتسم بكفاءة عالية، وما فعلته الولايات المتحدة والمغرب بشكل منسق هو تبادل المعلومات، ليس فقط على المنظمات الإرهابية ولكن المشاركة فيها بشكل يسمح باتخاذ الإجراء اللازم للحيلولة دون وقوع الهجمات الإرهابية.

وكشف ذات المتحدث بأن المغرب تمكن لوحده من منع وقوع 500 عملية إرهابية قاتلة، وهناك احتمال كبير لأن يكون العديد من المشاهدين أحياء اليوم بفضل العمل البطولي الذي قام به أفراد الأجهزة الأمنية المغربية وزملاؤهم الأمريكيون.

وفي معرض حديثه عن موضوع وجود أكثر من 100 عضو من عصابة البوليساريو ينشطون في تنظيم القاعدة بالمغرب، أكد نورمان رول بأن التهديد الذي يشكله أعضاء جبهة البوليساريو ممن انظموا إلى تنظيم القاعدة ليس مجرد تهديد للمغرب بل يشكل تهديدا للعديد من الدول في المنطقة، فقائد تنظيم القاعدة في المنطقة عضو سابق في البوليساريو ويسمى عدنان أبو وليد الصحراوي، تعلم مهارات قاتلة واكتسب مهارات ادعائية كعضو في البوليساريو، ونقل هذه المهارات إلى جماعات متطرفة محلية لدعم قدراتها على التدمير والقتل، وبهذا وبكل أسف سيتواصل الخطر إلى أن يتم تحييد المعسكر في تندوف وتحييد البوليساريو، وهنا التشديد على أن الخطر لا يقتصر على المغرب وإنما يمتد ليشمل دولا عديدة ربما تكون بينها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف ذات المتحدث في معرض جوابه عن سؤال مقدم البرنامج عن ما كان يقصد بتحييد البوليساريو، أن ذلك سيتم من خلال تسوية سلمية تعترف بسيادة المغرب على الصحراء وإدماج سكانها في جغرافية البلاد، وليس عن طريق مخيمات عسكرية تساندها قوى خارجية، فهذا لن يؤدي إلا إلى استمرار مشكلة مواصلة تحطيم أجيال من سكان الصحراء بالترويج لأمل كاذب في أنهم سيتمكنون من التغلب على سيادة المغرب وإقامة دولتهم المستقلة وهو ما يشكل تهديدا لأمن المنطقة.

وأشار جيري كوردون، أن واشنطن تشعر بالإحباط كلما لم تبد دول ما الرغبة في التعاون من أجل مكافحة الإرهاب، الشيء الذي يمكن رؤيته اليوم، فبينما هناك تقدير عظيم لشركاء الولايات المتحدة مثل المغرب والذي قام بدور قيادي، ليس فقط في المساعدة في إلقاء القبض على شخص كاد أن يصبح إرهابيا مثل الجندي الأمريكي، ولكن أيضا بإرسال طائرات F16 للعراق وسوريا لمحاربة الإرهاب، نجد الجزائر وقد تعاونت سابقا في بعض الأحيان لمكافحة الإرهاب، ولكن ذلك لا يكفي، بل على الجزائر تقديم المزيد، وأعتقد أن واشنطن تدرك من هم اللاعبون الرئيسيون في المنطقة عندما تدعو الحاجة إلى الشروع في مكافحة الإرهاب، وبينما أصبح المغرب على رأس تلك القائمة فإن الجزائر حاليا ليست ضمنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى