

سارع الرئيس الصوري للجارة الشرقية عبد المجيد تبون، لتهنئة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وحصوله على ولاية ثانية داخل قصر الإيلزيه، داعيا إياه إلى زيارة الجزائر “عن قريب” لإعادة إحياء العلاقات بين البلدين المتوترة منذ شهور بسبب تصريحات ماكرون التي كشف فيها عن حقيقة تاريخ دولة الجزائر.
وقال تبون في رسالة التهنئة التي تم نشرها أمس الإثنين على الصفحة الرسمية للرئاسة الجزائرية على الفيسبوك: “فخامة الرئيس وصديقي العزيز، يسعدني بمناسبة تجديد انتخابكم رئيسا للجمهورية الفرنسية، أن أتوجه إليكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وبخالص تمنياتي لكم بالنجاح في مواصلة مهامكم السامية”، مضيفا: “إن الثقة التي جدَّدها الشعب الفرنسي فيكم، دليلُ عرفانٍ على النتائج التي حققتموها، وهي شهادةُ تقدير لما تتمتعون به من مزايا رجال الدولة، التي سخرتموها لخدمة مصالح أمتكم ومكانتها على الساحة الدولية”.
وجاء أيضا في رسالة تبون: “إن الرؤية المجددة المنطلقة من احترام السيادة، وتوازن الـمصالح التي نتقاسمها فيما يتعلق بالذاكرة وبالعلاقات الإنسانية، والـمشاورات السياسية، والاستشراف الاستراتيجي، والتعاون الاقتصادي والتفاعلات في كافة مستويات العمل الـمشترك، من شأنها أن تفتح لبلدينا آفاقا واسعة من الصداقة والتعايش المتناغم في إطار المنافع الـمتبادلة”.
وختم تبون رسالته بدعوة ماكرون لزيارة الجزائر قائلا: “إذ أقرن هذه التهاني والتمنيات بالتعبير عن سروري باستقبالكم عن قريب في الجزائر، لنُطلق سويا ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الـملفات الكبرى.. وإلى تكثيف وتوسيع العلاقات الجزائرية الفرنسية”، في وقت كان ماكرون قد زار الجزائر مرة واحدة في بداية ولايته الرئاسية الأولى في دجنبر 2017.
وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا وأزمة دبلوماسية كبيرة بعد تصريحات للرئيس ماكرون، شهر أكتوبر 2021، اعتبر فيها أن الجزائر بعد استقلالها عام 1962 إثر 132 عاما من الاستعمار الفرنسي، أقامت “ريعا للذاكرة” عزّزه “النظام السياسي-العسكري”، لتستدعي الجزائر آنذاك سفيرها في باريس احتجاجا على هذه التصريحات، قبل أن يعود لاستئناف عمله بتاريخ 6 يناير 2022.