
برلمان.كوم
لطالما تبنى رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران الموقف الزئبقي والنزق في كثير من الاحيان، وهو الشيء الذي لا يتوافق وحياة السياسي الناجح، فخرجات بنكيران وتصريحاته المتهورة، تليق بشكل اكبر بالفرد العادي، الذي لا تحتم عليه علاقاته وموقعه التمويه والمناورة، وانما يحلو له تبني اتجاه واحد يسهل المسير الى اخره، لانه الوحيد الذي يتحمل عواقبه.
لكن بنكيران ينسى كثيرا انه رجل دولة، وانه سياسي، ربما لأن متلازمة الشعبوية أصبحت تسيطر عليه، وتشغل يومه وليلته اكثر من التفكير في ما امامه من ملفات، فالرجل متسرع وأحادي النظرة، وغير قادر على المجاراة، لذلك وفي حلبات كبيرة، يكون اول من يسقط،بعكس السياسي المجبول على المناورة، والمعتاد على المواراة، والذي لا يستنكف من دخول برك الوحل، كما انه يتقن طعنة الظهر و يعرف كيف يتفادى لكزة القفى، و لا يؤلمه تغيير الجلد، ويؤمن أن موقف اليوم ليس موقف المستقبل، و أن صديق الامس هو عدو الغد، وأن الاصل في السياسة: “رفيقك هو مصلحتك”.
ولأن بنكيران جديد على تدبير الشأن العام وتنقصه التجربة في المجال الدبلوماسي والعلاقات بين الدول، ولأنه يرفض كما يصرح دائما ان يراوغ، فقد جعل مهمته اصعب بكثير خصوصا وأنه بالتزام خطوط معينة، يعرض نفسه لالتزامات اضخم في القادم من الايام، وها هو بعد ان اعلن رفضه الانحياز لجهة معروفة، سيتراجع غدا عن معاداتها، لانه لايملك بعد أيمانه الغليظة بالطاعة والاذعان، سوى التراجع كما فعل مرارا. لذلك كانت حكمة الاقدمين: ليس العاقل الذي إذا وقع في الأمر احتال له، ولكن العاقل يحتال للأمر حتى لا يقع فيه.
يأتي ذكر ذلك كله في سياق ظهور بوادر لأزمة بنكيرانية جديدة، خصوصا عقب ما جاء في احدى مقابلات الرئيس المقبل عبد الفتاح السيسي المرشح الساحق في حملة هامدة، و الذي استثنى في معرض حديثه عن الدول الصديقة لأم الدنيا كما يحلو للمصريين وصفها، (بلاد المغرب) بعد أن ذكر السعودية والامارات و تونس، وبلدانا اخرى، الشيء الذي يثير علامة استغراب كبيرة، حول ما اذا كانت اتجاهات حزب المصباح بخصوص الانقلاب سببا في قطيعة مقبلة، او كون الرئاسة الجديدة تحمل تصورات اخرى للعلاقات بين الدول والتي لا تتوافق توجهاتها وتحالفاتها مع سياسات حكومة المغرب.
قراءة بنكيران السياسية الساذجة للأحداث في مصر بعد الثورة وحماسه المفرط في المؤتمر السابق وسط أنصاره سيكلفه الآن غاليا. فبينما اختارت المؤسسة الملكية التقلد بالبروتوكول وتهنئة عدلي منصور كرئيس مؤقت لمصر كما هنئت سابقا محمد مرسي عند فوزه بالانتخابات، اختار بنكيران أن يتماهى مع هتافات أنصاره ويتخذ موقفا مناقضا لموقف المملكة المعلن.
وها هو الاخ بنكيران يتعلم خطوات “التانغو” السياسي ببطء لكن بالطريقة الصحيحة الصعبة، اذ يستبق رقصته بتسخينات قاسية، تتمثل في ممارسته لفاصيان سياسي مؤلم تتجاذبه فيه الحركة الدينية والليبرالي المعلمن،ومع مرور الوقت يغدو أفضل فأفضل، حيث تعلم كيف يلبس جبة اليساري الراديكالي في مسيرات وتظاهرات نقابة حزبه، ورداء الثوري المناضل مع أنصاره، وخلعة الإسلامي المعتدل المستنير في مؤتمرات دافوس، والبرغماتي الميكيافيلي في تحالفاته المستحيلة مع شياطين الأمس.
لقد اتخذ الحزب الحاكم موقفا جليا من الاحداث بمصر، حيث ان ابرز وجوه “المصباح” اعلنت في كثير من اللقاءات والانشطة الخاصة بالحزب وحركة التوحيد، تضامنها الكامل مع الاخوان المسلمين بمصر، واستنكار ما تعرضوا له نشطاء وأنصار من مجازر مؤسفة إبان مسيرات “رابعة”، رافضين الانقلاب وغير معترفين له بالشرعية، فاقئين عين العسكر بأربع اصابع تؤازر اخوان مصر وتعترف بمظلمتهم.
كما أن التضامن مع الاخوان المسلمين كحركة اسلامية عالمية الطابع، قد شمل اخوان الكويت، حيث ان سعد الدين العثماني قيادي العدالة والتنمية، ووزير الخارجية الاسبق، توجه الى الكويت في زيارة رسمية، قام خلالها بزيارة مماثلة للإخوان المسلمين هناك، على ما يغص به الجو السياسي المكهرب بين الفصيلين كتأكيد على انخراط الحكومة المغربية الممثلة اساسا بحزب المصباح، في الحركة الاسلامية العالمية وتبنيها لطرحها واشتراكها في العمل والمصير. الشيء الذي ادى الى ان يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح “يحيى بناني” سفير المملكة لدى البلاد بمكتب مجلس الوزراء ليودعه بمناسبة انتهاء مهمته، كإشارة الى طرد لبق، أنذر بأزمة سياسية سببها خطأ دبلوماسي فادح تم تداركه فيما بعد. فأين هم الاخوان من حنكة معاوية؟ ولم توجيهها الى الدفة الخطأ؟
يأتي هذا كله في الحين الذي تتداول أنباء عن إمكانية حضور بنكيران قريبا لحفل تنصيب السيسي رئيسا لمصر، الشيء الذي سيضعه مجددا أمام انتقادات أعضاء حزبه قبل خصومه. فكيف سيبرر بنكيران هذه المرة لناخبيه وبالأخص لذراع حزبه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح، حضوره في حفل تنصيب من وصفه بالدكتاتور وتهنئته بالرئاسة، وقد رفع بنفسه شارة رابعة في مؤتمر شبيبة حزبه وندد بالانقلاب وطالب وإخوانه بطرد السفير المصري اصطفافا مع تنظيم الإخوان المصري الملهم لكل الحركات الإسلامية العربية؟
من المستبعد ان يعتذر بنكيران عن حضور حفل تنصيب العسكري الذي أطاح بحليفه السابق محمد مرسي ويتسق مع مبادئه المعلنة، وان تعلم درسه فسيخترع فتوى مقاصدية جديدة له ولرفاقه تسهل لهم نسيان ما هتفوا به البارحة، اما ان كان ذا نصيب في عالم السياسة التي يجذب شعرها بقوة ليلثم ثغرها، فسيتعلم ان يلوك كلامه قبل ان يلقي به. لأن السياسة و الزمن والمخزن لن يتوقفا عن تحنيث أيمانه.
tres bonne analyse meme su qu elle leur manque certaine objectivité.
on va voir comment il va reagir face a cette situation contraignante pr tout democrate. nous somme tous contre un renversemet cintre un pouvoir elu democratiquement quoi que ce soit son paradigme. cependant j ai compris de cet article comme qoui que les electiction presidentielle ont passé ds les normes!!!!!! t