بوغطاط المغربي | محمد حاجب.. الإرهابي الرعديد من القضاء والمخابرات

مرة أخرى، خرج الإرهابي محمد حاجب في بث جديد ينضح بالادعاءات والاتهامات الباطلة، محاولا عبثا استرجاع نشاطه التحريضي المعتاد أمام موجة متصاعدة من المحاسبة القانونية والرفض الشعبي من طرف المغاربة.
الخرجة، التي اتخذت شكل “لايف” تفاعلي مع “متابعيه”، تحوّلت سريعا إلى فضاء جاف، ما اضطر حاجب إلى إنهائه بشكل مهين، في مشهد يعكس سقوطه المدوي من منبر “الناشط المزعوم” إلى متحدث مرتبك، يعاني من جفاف خطابي وقلق ظاهر.. بل وخوف متزايد يوما عن يوم.
ففي محاولة منه لتفسير التراجع المهول في عدد متابعيه وتفاعل جمهوره، لم يجد حاجب سوى نظرية المؤامرة التي ألفها ضد “النظام البوليسي”، زاعما أن صفحته تتعرض للعرقلة بتعليمات عليا. هذا التبرير الساذج، الذي يكرر حاجب ترديده كلما اشتدت عزلته، لا يخفي فشله في الحفاظ على جمهور بدأ يضيق ذرعا بتناقضاته وأوهامه الثورية.
واللافت أن حاجب، المعروف بخطابه العدائي والمليء بالكراهية، بدا هذه المرة متحفظا بشكل مفرط، يزن كلماته ويتفادى الخوض في مواضيع سبق له أن بنى عليها جزءا كبيرا من بروباغندا “الاضطهاد”. هذا التغير لا يمكن فصله عن المراقبة الأمنية والقضائية التي يواجهها في ألمانيا، حيث بات تحت مجهر السلطات بفعل تماديه في نشاطه العدائي الذي لا يمت بصلة إلى حرية التعبير أو النضال السياسي أو الحقوقي.
وعاد حاجب لترديد أسطوانة “استبدال السكان المحليين بحي المحيط بالرباط باليهود”، في استحضار مقيت لنظرية المؤامرة الأكثر ابتذالا، متسترا خلف تخوفه من الملاحقة القانونية في ألمانيا، ليبرر تهربه من الجواب المباشر. هي إذن ازدواجية أخرى تفضح هشاشة موقفه: يحرّض على النظام من بعيد، لكنه يخشى تداعيات تصريحاته داخليا في ألمانيا… أو كما يقال في العامية المغربية: يخاف مايحشم.
لكن الاعتراف الأبرز في هذه الخرجة، كان هو إقراره بانهيار ما أسماه “المعارضة في الخارج”، مشيرا إلى تشتتها، واختلاف أجنداتها، وافتقارها لأي دعم مادي أو سياسي حقيقي. ولأول مرة، يعترف حاجب، وبصوت خافت، بأن لا دعم جزائري له في تلميح واضح إلى خفوت الحماس الرسمي لتوظيفه كورقة ضغط ضد المغرب.
في المقابل، لم يتردد في التأكيد مجددا على أن معارضته نابعة من “حسابات شخصية” مع من سماهم “الجلادين”، واضعا نفسه في خانة الثأر الشخصي، وليس النضال من أجل القضايا العادلة. إنه إقرار صريح بأن نشاطه لم يكن سوى تصفية حسابات ومحاولة ابتزاز رخيصة وفاشلة، بلبوس سياسي وحقوقي زائف.
اللهم لا شماتة… من “مُنظّر ثوري” يدعو إلى إسقاط النظام، إلى لايف مرتبك يتوسل أسئلة من جمهور بدأ يهجره، يُدرك محمد حاجب – وإن لم يصرّح بذلك – أن قضيته لم تعد تقنع أحدا. فالرجل الذي اعتاد الصراخ والشتائم، لم يعد يملك الجرأة على تكرار أقواله القديمة، بعد أن بات يدفع ثمنها غاليا أمام القضاء الألماني.
والأهم، أن تقمصه دور “الضحايا” لن يعفيه من ماضيه الإرهابي ولا من التحريض العلني الذي مارسه لسنوات. فكل كلمة قالها تُوثق، وكل خطاب أطلقه يُحسب عليه، وإن بدا اليوم أكثر تحفّظا، فإن هذا ليس نابعا من مراجعة ذاتية، بل من إدراك متأخر بأن زمن الفوضى انتهى، وأن القانون – سواء في المغرب أو في ألمانيا – بدأ يأخذ مجراه.