بوق نظام العسكر حفيظ دراجي يعدد نواقص واختلالات حكم الكابرانات

نشر المعلق الجزائري بقنوات “بي إن سبورت” القطرية، حفيظ دراجي، أحد أبرز أبواق نظام العسكر الحاكم في الجزائر، تدوينة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يعود لحذفها، بسبب ما تضمنته من إشارات حول الانهيار والخذلان اللذين يعيشانه كابرانات قصر المرادية، بسبب زيارة إيمانويل ماكرون للمغرب، وما نتج عنها من مكتسبات واتفاقيات الشراكة الاستثنائية بين المملكة المغربية وفرنسا، وخاصة الموقف الفرنسي الإيجابي والقوي حول مغربية الصحراء.
وتضمنت تدوينة حفيظ دراجي التي حذفها، ربما بأوامر من قصر المرادية، معطيات واعترافات فضحت العسكر الحاكم في الجزائر، وكشفت كيف أن هذا النظام تسبب، بسبب دعمه للانفصال في الصحراء المغربية، في انهيار الدولة الجزائرية بعدما أغرقت البلاد في كثير من النواقص والاعوجاجات والانحرافات في بلاده.
وقال دراجي “إيمانويل ماكرون اختار موقعه وهذا من حقه، لذلك علينا أن نمارس حقنا وواجبنا، ونعتمد على أنفسنا، ونقوي جبهتنا الداخلية، ونستثمر في قدراتنا وكفاءاتنا، ونقوي اقتصادنا، ونعزز قيم الحرية والديموقراطية والشفافية في الداخل، ونتحلى بالبراغماتية في تعاملنا مع الخارج، ونبحث عن مصالحنا التي لا تتعارض مع مواقفنا ومبادئنا أينما كانت”.
وتابع دراجي قائلا: “مواقف فرنسا ليست جديدة علينا، ونحن من يجب أن نتأقلم مع معطيات الوضع الراهن والتحديات المرتقبة التي تفرض علينا الاستفادة من كل الدروس والتجارب التي مررنا بها، لأننا نملك كل الموارد والمقومات والطاقات والموارد البشرية التي تمكننا من تجاوز كل الأزمات”.
وتضمنت تدوينة دراجي اعترافا صريحا بأن بلاده تعاني من اختلالات خطيرة إضافة إلى غياب الشفافية والديمقراطية والحرية، كما أن اقتصاد بلاده يعاني حسب تصريحه من هشاشة مزمنة، بالرغم من توفرها على موارد طبيعية (الغاز والبترول)، وهو بذلك، قال ما كنا نقوله ونكرره بخصوص الكوارث العظيمة التي قاد إليها حكم الجنرالات شعب الجزائر، وكم مرة دعونا هؤلاء الحكام إلى تقويم الاختلالات والاعوجاجات والعمل على إصلاح ما يجب إصلاحه وتحقيق التنمية لهذا البلد الجار، بدل العبث بأموال ورميها في رمال تندوف، ووضع وتسخير مداخيل وأموال الغاز الجزائري لضرب الوحدة الترابية للمملكة المغربية، واحتضان الانفصاليين والمرتزقة.
ويبدو من خلال تحليل بسيط لتدوينة دراجي بأن المغرب ساعد الجزائر من خلال نجاحاته الإقتصادية والدبلوماسية على المستوى الدولي والعربي والإفريقي، لكي تتأمل واقع الحال وسوء المآل الذي وصلت إليه، ولعلها فرصة يفتحها المغرب لحكام العسكر الجزائري كي يلتفتوا إلى أوضاع الشعب، وينكبوا على إصلاح حاله، قبل أن تضيع الفرصة ويفوتهم الركب.