الأخبارمجتمعمستجدات

تراجع الفرشة المائية وانتشار الزراعات الدخيلة يهدد مُستقبل الواحات بالمغرب

الخط :
إستمع للمقال

تواجه الواحات بالمملكة المغربية، تهديدا بالاندثار بسبب التغير المناخي والجفاف وتراجع الفرشة المائية، وذلك الذي بدأت تظهر بوادره في العديد من الواحات بالجنوب الشرقي، وهو الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر وضرورة اتخاذ تدابير عاجلة وفورية للحفاظ على استدامة هذه المواقع الطبيعية التي تساهم بشكل كبير في التنوع البيولوجي.

ويرى خبراء مناخيون؛ أن الواحات في المغرب باتت تعيش وضعية مزرية، تستوجب من الجهات المعنية التدخل لانقاذها من الاندثار، وبالتالي ضمان مستقبل العديد من الأسر التي باتت تجد من الهجرة حلا وحيدا لأزمتها.

وفي هذا السياق، قال سعيد آيت علي، خبير بيئي مُتخصص في الواحات إن الوضعية التي تعيشها الواحات المغربية في الوقت الراهن مُزرية، بفعل التغيرات المناخية، وندرة المياه وتراجع الفرشة المائية لأسباب طبيعية وبشرية، بالإضافة إلى انتشار الزراعات الدخيلة مثل البطيخ بشتى أنواعه، وهو الذي يساهم بشكل كبير في تراجع الفرشة المائية.

وأضاف ذات المتحدث في تصريح خص به موقع “برلمان.كوم” أن غياب التساقطات المطرية لما يقارب ست سنوات عمَّق من المشاكل التي تواجه الواحات “وقد أصبح مجالها يتراجع سنة بعد سنة، وبشكل مخيف جدا، وهناك مجال جغرافي شاسع جدا أصبح صحراء قاحلة”.

وتابع سعيد آيت علي “الوضع الراهن يُهدد بشكل كبير ما تبقى من الواحات”، مُسجلا “تراحعا كبيرا للواحات في الجنوب، وبالتالي فإن هذه الظاهرة انعكست بشكل مباشر على العنصر البشري الذي أصبح يهاجر المنطقة بحثا عن نمط عيش يراه كريم، كون الواحات لم تعد توفر الجاذبية من أجل تنمية العمل فيها والمساهمة في الاقتصاد المعيشي للساكنة”.

وشدد ذات المتحدث على أنه يجب الآن التفكير في الحلول الممكنة، وقال “الفعل السياسي في هذا الاتجاه ضعيف جدا، وأعتقد أن الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان، يجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها في إنجاز دراسات حقيقية للظاهرة في أفق إيجاد حلول”.

وقال “آن الأوان على المملكة المغربية والفاعلين السياسيين والفاعلين المدنين أن تولي الاهتمامات القصوى بالواحات من أجل خلق حلول فورية لاستدامة الاستقرار بها كمجال يُحافظ على التنوع البيولوجي”، مشيرا إلى أن “مجموعة من الطيور لم تعد تُشاهد بالواحات بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات التي لم تعد تأتي، وذلك بسبب غياب الماء الذي يعد مصدر جذب لهذه الكائنات”.

ومن بين الحلول التي بدأت تعطي نتائجها حاليا، وفقا للخبير البيئي، “حفر الآبار من أجل جلب مياه السقي، حيث كانت هناك أراضي غير مزروعة، واليوم تمت زراعتها بسبب توفر المياه بهذه الطريقة، وهذا حل يُمكن للسلطات الفلاحية أن تنخرط فيه، من خلال إحداث الثقوب الاستكشافية ودعم مياه السقي لاستمرار الارتباط الوجداني بين الساكنة والمجال الواحي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى