

“يدك منك ولو تكون مجدامة” مثل شعبي مغربي ينطبق على الحملة التضامنية التي أطلقها المغاربة بخصوص قضية سعد لمجرد الذي أدانه القضاء الفرنسي بجريمة الاغتصاب وقضى في حقه بست سنوات سجنا نافذا، حيث أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط الفنية وكذا مختلف فئات المجتمع المغربي.
الحملة التضامنية مع سعد المجرد، قادها عدد من الفنانين العرب والمغاربة، سيما في مجال الغناء والطرب، إلى جانب عدد من المواطنين المغاربة، الذين اعتبروا الحكم مجحفا وقاسيا في حق فنان لطالما كان رمزا للتسامح والتعايش بين الثقافة المشرقية والغربية.
وإضافة الى التضامن مع سعد المجرد كشخص، أعلن عدد من الفنانين المغاربة من عالم المسرح والسينما، تضامنهم مع أسرته التي تضم والدته الممثلة القديرة نزهة الركراكي والفنان البشير عبدو، وذلك في تدوينات نشرت على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل الفنان هشام الوالي والممثل القدير محمد خيي.
هذا وانضم إلى الحملة عدد من المواطنين المغاربة من الجنسين، حيث تعج وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات وتدوينات تتضمن رسائل تضامن مع الفنان سعد المجرد أو مع أسرته الفنية.
وللتعليق على هذه الحملة التضامنية الواسعة مع سعد المجرد، رغم الجريمة المدان بها، والتي تسببت في سجنه وباتت تهدد مستقبله الفني، يقول الدكتور عبد الجبار شكري، المختص في علم النفس والإجتماع، إن هذه الحملة طبيعية محركها الأساسي “تمغربيت”، ذلك لأن الفنان المدان مغربي لطالما أدخل الفرحة والسرور على قلوب المغاربة من خلال إبداعاته الفنية، والنظام القضائي الذي أصدر الحكم يعود لدولة يكن لها المغاربة كل الحقد والضغينة بسبب إرثها الاستعماري وتورطها بشكل مباشر في جميع المشاكل التي عاشها ويعيشها المغرب إلى يومنا هذا.
في نفس السياق، يؤكد الدكتور شكري، أن الحكم على سعد لمجرد جاء في ظرفية حساسة تعرف توترا كبيرا في العلاقات بين المغرب وفرنسا، وهو ما يجعل المغاربة يرفضون بشكل قاطع أي حكم قضائي صادر عن هذا البلد، المعروف بازدواجية مواقفه، وخير مثال على ذلك، تورطه في إصدار قرار من البرلمان الأوروبي يدين المغرب في مجال حقوق الإنسان، وفي المقابل التغاضي عن جرائم حقوقية بشعة ترتكب جهارا في عدد من البلدان التي تحاول فرنسا نسج علاقات متينة معها، كالجزائر مثلا والعديد من الدول الأخرى ذات السمعة الحقوقية السيئة.