الأخباربيئة وعلوممستجدات

في ظل موجة البرد التي تضرب المملكة.. تعرف على أبرد مدينة في العالم

الخط :
إستمع للمقال

في الوقت الذي تسجل فيه درجات الحرارة انخفاضا بالعديد من مدن المملكة، بمعدل لا يتجاوز أربع درجات الى ست درجات تحت الصفر كحد أقصى، تعد هذه النسبة ببعض دول العالم غير مهمة، بالنظر الى درجات الحرارة الجد المنخفضة التي تسجل بهذه المناطق بشكل عادي خلال فصل الشتاء، والتي قد تبلغ أحيانا 40 درجة تحت الصفر، سيما بمنطقة ياكوتسك، عاصمة جمهورية ساخا الروسية الواقعة شرق سيبيريا، مما جعلها تصنف كأبرد مدينة في العالم.

وانخفضت درجات الحرارة هذه السنة، بمنطقة ياكوتسك، إلى 62.7 درجة مئوية تحت الصفر (ناقص 80.9 درجة فهرنهايت)، وهي الأبرد منذ أكثر من عقدين، حيث تشهد المدينة موجة برد طويلة بشكل غير طبيعي، على غرار أجزاء كبيرة من روسيا، التي تشهد حاليا درجات حرارة متدنية قياسية.

ويعتبر شهر يناير بمثابة أبرد شهر تقضيه المدينة، ويمكن أن تكون فصول الشتاء في ياكوتسك قاسية، حتى وفق المعايير الروسية، مع العلم أن الشعب الروسي معتاد على هذه الأجواء، إلا أنّهم يتخذون احتياطات إضافية للتدفئة.

ويشكل البرد القارس مخاطر جسدية خطيرة، حسب مجموعة من الخبراء، فالهواء بارد بدرجة كافية لتخدير الجلد المكشوف، ما يجعل من قضمة الصقيع خطرًا دائمًا.

في نفس السياق يقول أحد السكان المحليين، في تصريح لوكالة “رويترز”، وهو يرتدي وشاحين وطبقات متعددة من القفازات والقبعات والأغطية،: “لا يمكنك محاربة (البرد). إما أن تتكيف وتلبس وفقًا لذلك أو ستعاني”.، فيما أكدت مواطنة أخرى تبيع الأسماك المجمّدة في سوق محلي، أن ارتداء طبقات عدّة من الملابس، هو الأساس، قائلة : “فقط ارتدِ ملابس دافئة من طبقات عدة، تمامًا مثل نبات الملفوف”.

وحسب منشورات للجامعة الفيدرالية الشمالية الشرقية في ياكوتسك، فالمدينة يكتنفها “ضباب جليدي” خلال فصل الشتاء، مشيرة الى أن الهواء يكون شديد البرودة بحيث لا يمكن أن يرتفع الهواء الساخن من المنازل والسيارات. وهو ما يدفع الجامعة الى تحذير الطلبة الوافدين، بعبارات من قبيل “ليس من الجيد الخروج إلى الشوارع خلال الشتاء، عندما تنخفض الحرارة إلى ما دون -40 درجة مئوية”.

ورغم كونها أبرد مدينة في العالم، فإن عدد سكان منطقة ياكوتسك الروسية، يبلغ حوالي 355،500 نسمة، وتعتبر واحدة من أسرع المدن الإقليمية نموًا في روسيا، كما أنها تضم العديد من المنازل على أكوام خرسانية، وتقع المدينة على تربة صقيعية مستمرة، وهي معروفة تاريخيًا بأنشطة التعدين، وجل صادراتها من الماس والفحم، كما أن مناخها القطبي، يلعب دورا كبيرا في إنعاش مداخيلها من السياحة، نظرا لكونها تجذب المسافرين المغامرين الراغبين باختبار الحياة في أبرد مكان على وجه الأرض.

وعرفت مدينة ياكوتسك الروسية، تغيرا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بفعل التغير المناخي، بشكل ساهم في زيادة وتيرة الحرائق، حسب ما أكده مجموعة من العلماء، الذين أبدوا قلقهم من تغير المناخ في القطب الشمالي لسيبيريا، كما أن المنطقة شدت أنظار العالم شهر يوليوز من سنة 2022، عندما اجتاحها الضباب الناجم عن حرائق الغابات القريبة منها، ما أدى إلى تغطية المنطقة بدخان كثيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى