تندوف.. اشتباكات مسلحة بالمخيمات تعري هشاشة الأمن وتكشف تواطؤ البوليساريو والجزائر (فيديوهات)

تحول ما يُسمّى مخيم العيون في تندوف إلى ساحة حرب مفتوحة، إثر اندلاع مواجهات دامية بين عصابتين تنشطان في تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، استُخدم فيها الرصاص الحي على مرأى ومسمع من سكان المخيمات، حيث كشفت هذه الاشتباكات العنيفة مجددا هشاشة الوضع الأمني وسط غياب تام لميليشيات البوليساريو وصمت مريب للجيش الجزائري.
وتفيد معلومات مؤكدة بأن مجموعتين من المهربين، إحداهما تتكون من أفراد قبيلة الركيبات السواعد والأخرى من قبيلة الركيبات الفقرا، دخلتا في مواجهة مسلحة منذ ظهر أمس الجمعة الجاري في “دائرة القلتة” بما يسمى مخيم العيون، مستخدمتين بنادق حربية من نوع “كلاشنيكوف”. وعلى الرغم من تدخل فرقة ما يصطلح عليها بالتدخل السريع التابعة للبوليساريو، إلا أن الاشتباكات استمرت إلى غاية ساعة متأخرة من الليل.
فيما أسفرت المواجهات عن إصابة اثنين من عناصر عصابة الركيبات السواعد، وهما المسمى حدّارة والمدعو ولد غالي ولد حويدي، إلى جانب تسجيل إصابات أخرى خطيرة وسط حالة من الذعر والرعب في صفوف المدنيين العزل.
كما أظهرت مقاطع الفيديو الموثقة من عين المكان مشاهد صادمة لعناصر العصابات وهم يحملون أسلحة خفيفة وثقيلة على متن سيارات رباعية الدفع، ويتبادلون إطلاق النار بين المساكن، وسط صرخات النساء والأطفال المحتجزين بالمخيمات، والذين اضطروا للاختباء وإغلاق مساكنهم عليهم لساعات طويلة.
من جانبهم، فشل عناصر ما يسمى درك البوليساريو الذين وصلوا متأخرين إلى موقع الاشتباكات في السيطرة على الوضع، وتم الاعتداء على بعضهم واقتياد آخرين مكبلين، في مشهد يعكس انهيار المنظومة الأمنية داخل المخيمات بشكل كامل.
في المقابل، عبّر عدد من شيوخ وأعيان المخيمات عن سخطهم الشديد، متهمين قيادة البوليساريو بالتواطؤ مع شبكات التهريب، وبتعمد نشر الفوضى الأمنية بدعم جزائري، بهدف ترهيب السكان وتطويعهم ومنعهم من التعبير عن رفضهم لواقع الاحتجاز والقمع.
وبهذا، أعادت هذه الحادثة الخطيرة إلى الواجهة حالة التردي والفوضى التي أصبحت تطبع الحياة في مخيمات تندوف، مؤكدة أن البوليساريو أصبحت أكثر من أي وقت مضى، جماعة انفصالية مفككة، تقتات على معاناة المحتجزين، وعاجزة عن توفير أبسط شروط الحماية أو فرض الأمن، بل تستخدم العصابات وسيلة لترهيب السكان وإبقائهم تحت السيطرة.