

دائما ما تحاول فرنسا في العديد من المحافل الدولية إظهار نفسها وكأنها تحمي حليفها التقليدي المغرب وبأنها دولة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ولكن في حقيقة الأمر وإذا محصنا قليلا في التاريخ، سنجد أن جرائمها ضد المغرب والمغاربة سواء في عهد الحماية أو قبلها وحتى في بداية عهد الاستقلال، وإن كانت بطرق أخرى لا تعد ولا تحصى، وسنجد أن ما تظهره فرنسا ماهو إلا محاولة لإبقاء المغرب تابع لها رغم أنها تعرف جيدا أن المملكة أخذت مسارها في الاستقلالية التامة عن المستعمر.
في هذه السلسلة سنحاول تسليط الضوء على تاريخ فرنسا الدامي وجرائمها الوحشية في حق المغاربة، التي لازالت عالقة في الذاكرة المغربية وترفض السقوط بالتقادم.
عمليات قتل ممنهجة لترويع السكان
مع بداية فترة استعمار فرنسا للمغرب، كثف المستعمر جرائمه، ومارست فرنسا طوال تلك السنوات جميع الوسائل لقمع الأصوات الشعبية، من نفي واعتقال وتعذيب، من ذلك ما شهدته منطقة الريف حيث دمرت القوات الفرنسية قبائل زيان وبني خيران والسماعلة وقصبة تادلة والقصبة الزيدانية، والبروج ووادي أم الربيع ووادي العبيد وخنيفرة.
وذكرت العديد من المصادر أنه وعند الوصول لتلك المناطق، قتلت فرنسا العديد من المواطنين العزل بمن فيهم النساء والأطفال، وقتلت المقاومين منهم محمد بن حمو الزياني الذي يعتبر من أبرز رجال المقاومة في التاريخ المغربي الحديث.
ومن جرائم الاستعمار نذكر أيضًا ما حصل يوم 29 من يناير 1944، حيث خرج المغاربة في ذلك اليوم بمختلف المدن للمطالبة بالاستقلال، إلا أن المستعمر واجه المظاهرات بالرصاص الحي، ومحاصرة بعض المدن أمنيًا على غرار “الرباط” و”سلا”، فسقط العديد من الشهداء والجرحى المغاربة.
ومن أبرز الأحداث أيضا ما قامت به فرنسا يوم 7 أبريل 1947، حيث أقدمت قوات الاحتلال الفرنسي على اقتراف مجزرة رهيبة ضد ساكني الدار البيضاء بكل من أحياء ابن مسيك وكراج علال ومديونة ودرب الكبير، عندما خرجوا إلى الشارع لتأكيد مطالب المغرب المشروعة في نيل حريته واستقلاله وتحقيق وحدة ترابه الوطني وتمسكه بهويته العربية والإسلامية.
وتبرز أيضًا أحداث 16 و17 غشت 1953، حين اعترض المستعمر الفرنسي المتظاهرين السلميين بالرصاص، وقتل أكثر من ألف متظاهر في وجدة وتافوغالت (بركان)، واعتقل المئات وقادهم إلى السجن حيث تعرضوا للتعذيب الرهيب.