الأخبارمجتمعمستجدات

جرائم فرنسا في المغرب.. قتل أزيد من ألف متظاهر بوجدة وبركان سنة 1953

الخط :
إستمع للمقال

دائما ما تحاول فرنسا في العديد من المحافل الدولية إظهار نفسها وكأنها تحمي حليفها التقليدي المغرب وبأنها دولة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ولكن في حقيقة الأمر وإذا محصنا قليلا في التاريخ، سنجد أن جرائمها ضد المغرب والمغاربة سواء في عهد الحماية أو قبلها وحتى في بداية عهد الاستقلال، وإن كانت بطرق أخرى لا تعد ولا تحصى، وسنجد أن ما تظهره فرنسا ماهو إلا محاولة لإبقاء المغرب تابع لها رغم أنها تعرف جيدا أن المملكة أخذت مسارها في الاستقلالية التامة عن المستعمر.

في هذه السلسلة سنحاول تسليط الضوء على تاريخ فرنسا الدامي وجرائمها الوحشية في حق المغاربة، التي لازالت عالقة في الذاكرة المغربية وترفض السقوط بالتقادم.

قتل المستعمر لأزيد من ألف متظاهر بوجدة وبركان سنة 1953

في تاريخ 16 و17 من غشت 1953، اعترض المستعمر الفرنسي المتظاهرين السلميين بالرصاص، وقتل أكثر من ألف متظاهر في وجدة وتافوغالت (بركان)، واعتقل المئات وقادهم إلى السجن حيث تعرضوا للتعذيب الرهيب.

كانت مدينة وجدة تتابع في تربص المؤامرة المدبرة على السلطان محمد بن يوسف، وعندما تأكد الخبر، خرج سكانها في مظاهرات لا تنتهي منذ 16 غشت، أطلق فيها الرصاص، وعم القمع الفرنسي شوارع المدينة، واستعمل الفرنسيون وسائل القتل والتعذيب الأكثر شراسة، وأبان الأهالي عن فدائية كبرى في سبيل الوطن.

وصرخ رجل أمن فرنسي في وجه المقاومين المغاربة بـ”موتوا” وهو يسمع طرقاتهم في حبس ضيق بمدينة وجدة، في إحدى ليالي غشت من سنة 1953، كانوا أربعة عشر رجلا وضعتهم الإدارة الاستعمارية مكدسين، حتى ماتوا اختناقا.. وكان هذا جزء من تصريحه لهيئة المحكمة العسكرية، التي نصبتها فرنسا عقب أحداث وجدة.

وشهدت مختلف مراكز المدينة مظاهرات انطلقت على الساعة السادسة مساء، وهي المظاهرات التي واجهتها قوات الاحتلال بوابل من الرصاص، قدر بنحو 20 ألف رصاصة سقط خلالها الكثير من الشهداء وجرح العديد من المقاومين. وفق ما ذكرته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

وامتدادا لهذه الانتفاضة شهدت المناطق المجاورة لوجدة انتفاضات عديدة، حيث عرفت مدينة بركان وتافوغالت مظاهرات حاشدة وتم اعتقال العديد من المتظاهرين من بني يزناسن ونقلهم إلى سجن العادر بالجديدة. لم تكن انتفاضة 16 غشت 1953 انتفاضة عفوية وتلقائية بل كانت منظمة ومؤطرة، انتفاضة شاركت في صنعها جميع شرائح المجتمع الوجدي من عمال وفلاحين وتجار وصناع وموظفين وشملت مختلف الأعمار وكلا الجنسين.

ومن بين أهم الملابسات التاريخية التي أفرزت انطلاق انتفاضة 16 غشت 1953 بوجدة والأسباب المباشرة المؤدية إلى اندلاعها، اشتداد الأزمة بين القصر الملكي وسلطات الاحتلال حيث اشتد الخناق والتضييق على المغفور له محمد الخامس لإرغامه على الابتعاد عن الحركة الوطنية والكف عن تأطيرها بل والتنكر لها وإدانتها، غير أن الموقف الجريء والحاسم الذي عبر عنه بطل التحرير سيؤدي بسلطات الاحتلال إلى التفكير في نفيه ونفي ولي عهده آنذاك المغفور له الحسن الثاني.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى