الأخبارمجتمعمستجدات

جرائم فرنسا في حق المغاربة.. عندما قطعت رؤوس المقاومين ووضعت صورتهم على طابع بريدي

الخط :
إستمع للمقال

أعادت المناورات الفرنسية داخل البرلمان الأوروبي وغيره من المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تستهدف المغرب لمحاولة النيل منه وابتزازه، إلى ذاكرة المغاربة الجرائم والإبادات الجماعية المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي في حق المقاومة والشعب المغربي.

وتكشف بشاعة جرائم فرنسا المرتكبة في حق المغاربة الوجه الخبيث لهذه الدولة الاستعمارية، التي تحاول اليوم الظهور بمظهر “الأستاذ” الذي يجيد تقديم الدروس في مجال حقوق الإنسان واحترام مبادئ الإنسانية، فيما يثبت التاريخ خلاف ذلك.

ومن منطلق مواكبتنا في موقع “برلمان.كوم” لمختلف القضايا التي تهم وطننا، خصوصا إذا تعلق الأمر باستهداف المملكة وابتزاز مؤسساتنا الوطنية عن طريق اتهام المغرب بمزاعم لا أساس لها عمليا وعلميا لمحاولة ثنيه عن مواصلة مسيرته التنموية وعرقلته والتشويش على وحدته الترابية، ارتأينا أن نسلط الضوء خلال شهر رمضان على محطات من التاريخ المغربي، وعلى جرائم بشعة ارتكبتها فرنسا في حق المغاربة، تستوجب الاعتذار.

وبعدما تطرقنا في مقالات سابقة ضمن هذه السلسلة الرمضانية، إلى احتلال مدينة وجدة ومدينة الدار البيضاء من طرف القوات الفرنسية، وإلى مجزرة قنابل الدار البيضاء التي راح ضحيتها آلاف المغاربة الأبرياء وغيرها من الجرائم، إلى جانب نهج فرنسا للسياسة البربرية بهدف تفريق وتمزيق تماسك المغاربة، ارتأينا التطرق في هذا المقال جرائم أخرى ارتكبها استعمار الفرنسي في حق المغاربة بعد الحماية.

السيطرة على منطقتي فاس ومكناس

مباشرة بعد فرض الاحتلال الفرنسي للحماية على المغرب بموجب معاهدة 30 مارس 1912، تزايدت مطالب المغاربة بنيل الاستقلال وطرد القوات الفرنسية من مختلف المناطق المغربية، رفضا منهم لما سمي بـ”الحماية”، لكونها كانت مجرد ذريعة فرنسية من أجل احتلال البلاد، بنية توسيع الإمبراطورية الفرنسية في إفريقيا، بعد احتلال الجزائر.

وأربكت الأدوار البطولية المجيدة للمقاومين المغاربة مخططات الوجود الاستعماري بمنطقتي فاس ومكناس، فكانت تتويجا للمقاومة الشرسة التي خاضها المجاهدين بهذه المناطق، والتي سجلت خلالها القبائل صفحات مشرقة من الدفاع عن المملكة.

وارتكبت القوات الفرنسية، بعد سيطرتها على مدينتي وجدة والدار البيضاء، جرائم بشعة بغية التغلغل في منطقتي فاس ومكناس، بسبب الصعوبات التي كانت تواجهها في السيطرة على هذه المناطق كما ذكرنا، لذا لجأت إلى القمع والترهيب.

قطع رؤوس المغاربة

بحسب ما نقلته مصادر تاريخية، فإن العقاب الجماعي، كان واحدا من الطرق التي اختارها الاحتلال الفرنسي من أجل الانتقام من المقاومين والمواطنين المغاربة الأبرياء، الذين سخروا كل ما يملكونه دفاعا عن البلاد.

وتؤكد مصادر تاريخية، على أن النظام الفرنسي بعد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، شرع في قتل المغاربة، والتمثيل بجثث 15 مغربيا إبان مواجهات أكوراي بإقليم مكناس.

ولم يكتف الاحتلال الفرنسي بذلك، بل حول هذه الجريمة النكراء، إلى صورة بطاقة بريد تحمل طابع الجيش الفرنسي، بعدما فصل رؤوس المغاربة ووضعها بشكل منتظم، كما توثق لذلك الوثائق التاريخية.

وهكذا مارست فرنسا على امتداد فترة استعمارها للمغرب، جميع الوسائل لقمع الأصوات الشعبية، من نفي واعتقال وتعذيب وطقس للهوية.

وتعتبر انتفاضة ماء بوفكران أو معركة “الماء لحلو” البطولية، من المعارك التي جسدت أرقى ملاحم الشهامة والإباء وأنبل صور التضحية والوفاء والترابط المتين بين العرش والشعب المغربي، وذلك ما سوف نتطرف له بالتفصيل في مقال لاحق من هذه السلسلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى