الأخبارخارج الحدودمستجدات

جنوب إفريقيا بين خطاب الإبادة وصادرات الفحم إلى إسرائيل

الخط :
إستمع للمقال

رغم قيادتها لحملة دولية ضد إسرائيل واتهامها أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية في غزة، تواصل جنوب إفريقيا تصدير الفحم إلى تل أبيب بكميات متزايدة، في تناقض صارخ بين خطابها السياسي وممارساتها الاقتصادية.

البيانات التجارية الأخيرة تكشف أن صادرات الفحم الجنوب إفريقي إلى إسرائيل ارتفعت بنسبة 17 بالمئة خلال عام 2024، لتبلغ نحو 1.6 مليون طن، بقيمة تناهز 178 مليون دولار، وفق قاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية.

ويأتي هذا الارتفاع بعد قرار كولومبيا وقف صادراتها من الفحم إلى إسرائيل في غشت 2024، ما فتح الباب أمام جنوب إفريقيا لتعويض السوق الإسرائيلية، بمشاركة فاعلة من شركة “غلينكور” السويسرية، التي تولت تسهيل 15 شحنة إلى الموانئ الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، منها ست شحنات بعد قرار بوغوتا.

وبينما تقدم جنوب افريقيا نفسها كصوت دولي مناصر للفلسطينيين، وانها تقود معركة أخلاقية ضد إسرائيل في الساحات الدولية، تكشف أرقام صادرات الفحم أن القضية الفلسطينية ليست سوى ورقة دعائية في يد نظام بريتوريا. فبينما يتحدث عن “إبادة جماعية” في غزة، يواصل توريد ملايين الأطنان من الفحم لتل أبيب، محققا أرباحا بمئات الملايين من الدولارات. هذا السلوك لا يعكس تضامنا حقيقيا، بل ابتزازا سياسيا يراد به تحسين صورة النظام في الداخل والخارج، مقابل الحفاظ على المصالح الاقتصادية وشبكات النفوذ المرتبطة بالجالية اليهودية والشركات العابرة للقارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى