جولة ماكرون الإفريقية فاشلة وساهمت في تهييج مشاعر الرافضين للتواجد الفرنسي في القارة السمراء – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

18:00 - 5 مارس 2023

جولة ماكرون الإفريقية فاشلة وساهمت في تهييج مشاعر الرافضين للتواجد الفرنسي في القارة السمراء

برلمان.كوم محمد طماوي

يبدو أن جولة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى مجموعة من الدول الإفريقية فشلت فشلا ذريعا، وفهم من خلالها ماكرون أن بلاده التي تحتفظ بماضٍ استعماري قبيح وسيء تجاه الأفارقة، لم يعد مرغوبا في تواجدها في الأراضي الإفريقية ولم يعد كذلك مقبولا نهب خيراتها وثرواتها.

وليس هذا فقط، ففرنسا لم تعد بالنسبة للسياسيين الأفارقة بعبعا يهابونه لأنها كانت تتدخل لإزحاتهم عن السلطة وتعويضهم بمن يخدم مصالحها، بل أصبح بقدرتهم الوقوف في وجهها وأمام أنظار العالم، كما فعل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية أمس، عندما أفحم ماكرون على الهواء مباشرة وأمام صحافيين وسياسيين. 

وقد أظهرت الطريقة التي كان يتحدث بها الرئيس الكونغولي “فيليكس تشيسكيدي” أن زعماء الدول الإفريقية بدؤوا يخرجون عن صمتهم ويعبرون كما يشاؤون في ظل توفرهم على شرعية شعوبهم التي لم تعد تقبل تدخل فرنسا في شؤونهم وفي سيادة بلدانهم.

وقد تميزت للندوة الصحافية للرئيسين الكونغولي والفرزسي ماكرون” بنقاشات مكهربة ونقاشات نارية فاجاءت ماكرون الذي لم يكن يتوقع أن الرئيس فيليكس تشيسكيدي، سيتوجه إليه بكلام قوي أمام العموم وبتلك الطريقة التي أفحمه فيها وأظهر له قيمته الحالية بين زعماء وشعوب إفريقيا.

من جهته أخرى، وارتباطا بذات الموضوع، فإن القائمين على المؤتمر الصحفي الذي جمع ماكرون وتشيسكيدي في العاصمة كينشاسا، لم يتمكن سوى صحفيان كونغوليان معتمدان من طرح أسئلتهما على ماكرون بالإضافة إلى صحفيين اثنين فرنسيين.  

وبالنسبة للمتتبعين لهذه الزيارة وتحركات ماكرون في الآونة الأخيرة، أجمع هؤلاء على أن موعد هذه الزيارة يعتبر خطأ كبيرا وقع فيه الإليزيه، وهو ما فسره الاحتجاجات التي شهدتها الدول التي زارها ماكرون، خاصة الغابون والكونغو الديمقراطية، والرافضة لهذه الزيارة ومطالبة برحيل فرنسا عن أراضيهم، وكذا للتنديد في الكونغو بموقف فرنسا وانحيازها إلى رواندا.

وبخصوص هذه النقطة، ألقى تشيسكيدي باللوم على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب عدم إدانة هذا الأخير مباشرة لرواندا، وتفاديه الحديث عن هذه القضية عدة مرات. خصوصا وأن الكونغو كانت تود أن يندد الرئيس الفرنسي بمسؤولية رواندا في غارات حركة 23 مارس في شرق البلاد.

في النهاية، يجب أن نذكر أن جولة الرئيس ماكرون التي قادته لأربع دول أفريقية، والتي كان من المفترض أن تهدئ المشاعر المعادية لفرنسا في القارة، لم تؤدي في الحقيقة إلا إلى إذكائها وتهييجها.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *