“جون أفريك”: إيقاف ناصر الجن بعد فراره الغامض يشعل عاصفة داخل النظام الجزائري

كشفت مجلة جون أفريك، في عددها الصادر بتاريخ اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، عن تفاصيل توقيف المدير السابق لجهاز المخابرات الداخلية الجزائرية، ناصر الجن (واسمه الحقيقي عبد القادر حداد)، بعد أسابيع من فراره الغامض الذي هز أركان النظام الجزائري.
ووفقا لما نقلته المجلة الفرنسية، فقد جرى اعتقال ناصر الجن يوم 15 أكتوبر في أحد أحياء أعالي العاصمة الجزائرية، بعد أن ظل مبحوثا عنه منذ 18 شتنبر الماضي، فيما تم تقديمه مباشرة أمام وكيل الجمهورية بالمحكمة العسكرية في البليدة، حيث أُودع رهن الحبس الاحتياطي، في ظل صمت رسمي تام من السلطات الجزائرية.
وأضافت جون أفريك أن وسائل إعلام إسبانية كانت قد رجحت لجوء المسؤول الأمني السابق إلى إسبانيا، وتحديدا إلى منطقة أليكانتي حيث يُعتقد أنه يمتلك ممتلكات، بينما تحدثت مصادر جزائرية معارضة عن أنه سلم نفسه دون أن يغادر البلاد.
من جانبها، تجنبت السلطات الجزائرية أي تصريح رسمي حول الحادث، رغم حساسيته السياسية والأمنية، حسب ذات المصدر.
وتشير المجلة إلى أن ناصر الجن، الذي شغل سابقا منصب مدير مركز “عنتر” الشهير التابع لجهاز الأمن الداخلي، عُين في يوليوز 2024 على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI)، قبل أن يُقال بشكل مفاجئ في ماي 2025 دون توضيح الأسباب.
وتربط بعض المصادر هذه الإقالة المفاجئة بملفات “إثراء غير مشروع” طالت شخصيات قريبة من الرئيس عبد المجيد تبون.
وتضيف جون أفريك أن فرار الجن، أثناء خضوعه للإقامة الجبرية ومنعه من مغادرة التراب الوطني، تسبب في “زلزال سياسي وأمني” داخل الجزائر، وأثار استنفارا واسعا في صفوف الأجهزة العسكرية والاستخباراتية، كما وُصفت الحادثة بأنها الأولى من نوعها في تاريخ المخابرات الجزائرية، إذ لم يسبق أن فر مدير سابق لجهاز مكافحة التجسس من البلاد.
وبحسب المجلة، فإن هذه القضية تعكس التوترات العميقة داخل هرم السلطة الجزائرية، وتسلط الضوء على الصراعات الخفية التي تشق أجهزة الدولة في مرحلة حساسة تمر بها البلاد.





