الأخبارخارج الحدودمستجدات

جون أفريك: سقوط الأسد يكشف شبكة دعم عسكري إيرانية ضمّت عناصر من البوليساريو

الخط :
إستمع للمقال

كشفت مجلة جون أفريك الفرنسية أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أواخر عام 2024، أزاح الستار عن وثائق سرية وشهادات تكشف وجود مقاتلين سابقين في جبهة البوليساريو داخل السجون السورية، أُرسلوا في وقت سابق لدعم قوات النظام السوري، ضمن شبكة عسكرية أنشأتها إيران.

ورغم نفي جبهة البوليساريو لهذه المعلومات، اعتبرت المجلة أن التسريبات تعزز الاتهامات التي وجهها المغرب مرارا بشأن تورطها في تحالفات مشبوهة مع أطراف إقليمية معادية.

ونقلت المجلة عن تحقيق نشرته صحيفة واشنطن بوست في 12 أبريل الجاري أن مقاتلين صحراويين تلقوا تدريبات عسكرية على يد إيران، وتم نشرهم في سوريا إلى جانب قوات الأسد. ووفقا للمصادر، فإن مئات منهم معتقلون حاليا لدى السلطات السورية الجديدة، بعد تفكيك الشبكة التي كانت تديرها طهران وتضم ميليشيات مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية، إضافة إلى عناصر من البوليساريو.

وأوضحت جون أفريك أن الوثائق السورية، التي حصلت الحكومة الانتقالية على جزء منها، تشير إلى وجود تنسيق منظم بين جبهة البوليساريو، حزب الله، ونظام الأسد، بدعم من الجزائر. إحدى هذه الوثائق، المؤرخة عام 2012 والمصنفة “سري للغاية”، تكشف عن اتفاق بين الجمهورية الصحراوية والجزائر وسوريا لتدريب 120 مقاتلا صحراويا، قُسموا إلى أربع مجموعات وانضموا إلى وحدات الجيش السوري مطلع 2012.

وتشير الوثائق إلى اجتماع عُقد في تندوف ضم قادة من البوليساريو، بينهم الأمين العام الراحل محمد عبد العزيز وخليفته إبراهيم غالي، إضافة إلى عبد القادر طالب عمر، كما تم توثيق زيارة لقيادات صحراوية إلى بيروت في دجنبر 2011 لعقد لقاءات تنسيقية مع حزب الله، ما أفضى إلى اتفاق على مشاركة مباشرة للمقاتلين في العمليات العسكرية.

وتعيد المجلة التذكير بإعلان المغرب قطع علاقاته مع إيران في 2018، عندما اتهم وزير الخارجية ناصر بوريطة طهران بدعم البوليساريو عبر حزب الله، متهما الجزائر أيضا بالمساهمة في التنسيق العسكري.

وتضيف المجلة أن المغرب، في ذلك الحين، لم يكن على علم رسمي بإرسال مقاتلين إلى سوريا، لكن الوثائق التي أُفرج عنها مؤخرا تعزز موقفه وتؤكد عمق التحالف العسكري بين البوليساريو وطهران.

كما توضح المجلة أن العلاقات بين المغرب وسوريا عرفت فترات من التقارب، خصوصا في أوائل الألفينات، حين أُغلق مكتب البوليساريو في دمشق، لكن الأمور تغيّرت بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، حيث أعادت سوريا فتح قنوات التنسيق مع الجبهة، وصولا إلى اعتقال عشرات المقاتلين الصحراويين في مدينة حلب أواخر 2024.

ورغم استمرار جبهة البوليساريو في نفي هذه الاتهامات، فإن الضغوط الدولية تتصاعد لإعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية. ففي الولايات المتحدة، يدعو النائب الجمهوري جو ويلسون إلى ذلك منذ بداية أبريل، بينما وصف الوزير البريطاني السابق ليام فوكس الجبهة بأنها “وكيل لإيران”.

وترى جون أفريك أن هذه التسريبات لا تقتصر تداعياتها على جبهة البوليساريو فقط، بل تمثل أيضا نكسة سياسية كبيرة للجزائر، التي ظلت لسنوات أبرز داعم للجبهة في المحافل الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى