“جيتكس إفريقيا المغرب 2025”.. ورشة تسلط الضوء على دور الرقمنة في دعم السيادة التكنولوجية

أبرز متدخلون، اليوم الإثنين بمراكش خلال ورشة نظمت في إطار الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا المغرب”، أن رقمنة إفريقيا لا ينبغي أن تقتصر على كونها مجرد رافعة تكنولوجية، بل يتعين أن تندرج، بالضرورة، ضمن دينامية ترتكز على الثقة وحماية البيانات واحترام القيم الإنسانية.
وحثّ المتدخلون في هذه الورشة التي تناولت موضوع “نحو رقمنة موثوقة.. بناء السيادة التكنولوجية وإدماج إفريقيا”، إلى اعتماد نموذج رقمنة دامج وحامل لقيم أخلاقية قوية.
وأشاروا، في هذا الصدد، إلى أهمية تطوير بنيات تحتية رقمية مرنة وآمنة، مع ضمان ولوج منصف للتكنولوجيات في جميع أنحاء القارة الإفريقية، مؤكدين أن من شأن هذه المقاربة، ليس فقط تجسير الهوة الرقمية، ولكن أيضا تعزيز السيادة الاستراتيجية لإفريقيا في مواجهة التبعية التكنولوجية.
كما أكد المتدخلون على ضرورة اعتماد أطر تنظيمية منسجمة وشفافة، مسجلين دور التعليم والبحث العلمي والابتكار المحلي في إرساء سيادة رقمية قائمة على الثقة.
وفي هذا السياق، سجّل رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، عمر السغروشني، أن إرساء منظومة رقمية إفريقية مستدامة يستلزم وضع حماية البيانات الشخصية في صلب الاستراتيجيات في القطاعين العام والخاص، داعيا إلى حكامة رقمية متجذرة في الأخلاق واحترام الحريات الأساسية.
ونبّه السغروشني، في سياق متصل، من مغبة اعتماد رقمنة منفصلة عن المبادئ الأخلاقية والثقافية، مبرزا أن الثقة الرقمية لا يمكن إرساؤها في غياب إطار معياري قوي وشفاف ومشترك، مما يستدعي تعبئة جماعية تستحضر قيم المسؤولية والنزاهة والسيادة في تدبير البيانات.
من جهته، أكد المدير العام للمبادرة الإفريقية الشاملة “سمارت أفريكا”، لاسينا كوني، على ضرورة مواءمة السياسات الإفريقية مع متطلبات الثقة والسيادة وقابلية التشغيل البيني، معتبرا أن “التحدي ليس تكنولوجيا فحسب، بل مؤسساتيا وإنسانيا أيضا”.
وشدّد كوني، في نفس السياق، على الحاجة الملحة لإرساء منظومات مطمئنة للمواطنين، تنصت لهم وتمثلهم ، مبرزا أن مسار التحول الرقمي لا يمكن أن يُكلّل بالنجاح دون منظومة ثقة بين الدول والفاعلين في المجال التكنولوجي والساكنة.
كما عرف حفل افتتاح هذه الدورة الثالثة لـ”جيتكس إفريقيا المغرب”، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مداخلة مصورة مسجلة لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وبحضور عدد من أعضاء الحكومة، ومستثمرين مغاربة وأجانب، وممثلين عن مؤسسات حكومية، ومتدخلين وشخصيات من آفاق مختلفة.
وشملت دورة هذه السنة، التي تعرف حضور نحو 45 ألف مشارك وأزيد من 1400 عارض يمثلون أكثر من 130 دولة، برنامجا غنيا يضم ندوات قطاعية، ومبادرات مبتكرة في مجال الصناعة الإبداعية، ومنتديات للتواصل المهني ذات قيمة مضافة عالية.
ويمثل هذا الموعد السنوي محطة جديدة في مسار ترسيخ مكانة المملكة، كمنصة رائدة للابتكار الرقمي في إفريقيا.