الأخبارمجتمعمستجدات

”حبر على ورق”.. حقوقي ينبه إلى غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة وتفعيل توصيات مجلس الحسابات للتصدي إلى الفساد

الخط :
إستمع للمقال

مع كشف المجلس الأعلى للحسابات كل عام عن تقريره السنوي، تنبه جمعيات حقوقية وفعاليات مدنية وسياسية، إلى غياب تفعيل المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة، وتحريك المتابعات القضائية في حق المتورطين في قضايا الفساد وغيرها.

وقبل أيام، أعلن المجلس الأعلى للحسابات عن نشر تقريره السنوي برسم سنة 2021 بالجريدة الرسمية، والذي تضمن لأول مرة نتائج مهام التتبع التي شرعت فيها المحاكم المالية والمتعلقة بأوراش الإصلاح الكبرى المهيكلة التي انخرط فيها المغرب، مع حث الأطراف المعنية على التحكم في المخاطر المرتبطة بحكامة هذه الأوراش وعلى التسريع من وتيرة تنفيذها والرفع من أثرها.

ونبه المجلس ضمن تقريره، إلى وجود اختلالات في عدد من القطاعات الوزارية والحكومية، في الوقت الذي يؤكد فيه حقوقيون عدم فعالية هذه التقارير في التصدي للفساد وتعزيز حكامة تدبير المرافق العمومية والهيئات الدستورية ومؤسسات الدولة.

إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، قال إن تقارير المجلس الأعلى للحسابات “تتميز بالدقة والجرأة الكافية من أجل طرح ملفات الفساد في مجالات مختلفة، سواء على مستوى تسيير الجماعات المحلية أو في علاقة بالبرنامج الحكومية”، مبرزا أنها خلصت إلى “توصيات وملاحظات مهمة، بينها ما تضمن أفعالا جرمية”.

وأفاد السدراوي، ضمن تصريح لـ ‘‘برلمان.كوم”، أنه ”مع كل الأسف، مجموعة من التقارير والتوصيات الصادرة عن المجلس الأعلى للحسابات بقيت حبرا على ورق وهذا يعمق من عزوف المواطنين عن الشأن السياسي نتيجة عدم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

ويشأن ذلك، شدد السدراوي، على أن مسألة عدم تفعيل عدد من توصيات المجلس الأعلى للحسابات مرتبطة بـ”الإرادة السياسية، وتورط مجموعة من الشخصيات السياسية في ملفات فساد، إلى جانب وجود لوبي يتصدى لكل ما من شأنه أن يضع حدا لنهب المال العام”.

وتابع الحقوقي ذاته: ”بقاء مجموعة من المجالس والمؤسسات دون محاسبة، يتطلب من النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية والمتابعة القضائية تلقائيا في حق كل من ثبت تورطه في ملفات فساد ونهب المال العام”، مستدلا في هذا الإطار بعدد من الأمثلة أبرزها ملفا ”برنامج مدن دون صفيح” و”المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم”، وغيرها من القضايا التي أثارت ردود أفعال قوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى