حبوب الشرقاوي يؤكد استمرار الأجهزة الأمنية المغربية في استباق وإحباط المخططات الإرهابية (صور)

عقد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، اليوم الإثنين، ندوة صحفية كشف فيها مديره حبوب الشرقاوي عن معطيات خطيرة تتعلق بآخر التهديدات الإرهابية التي تستهدف المغرب، خاصة من التنظيمات الناشطة في منطقة الساحل.
وأكد الشرقاوي أن الأجهزة الأمنية المغربية مستمرة في استباق وإحباط المخططات الإرهابية التي تسعى التنظيمات المتطرفة إلى تنفيذها داخل المملكة، مشددا على ضرورة التصدي للارتباطات بين الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة والمليشيات الانفصالية.

ارتباط خلية الساحل بتنظيم داعش
وأفادت التحقيقات الأولية بأن أعضاء “خلية الساحل” التي تم تفكيكها مؤخرا، كانوا على صلة مباشرة بلجنة العمليات الخارجية لتنظيم “داعش” في منطقة الساحل، التي كان يقودها المدعو عدنان أبو الوليد الصحراوي قبل مقتله.
وقد تلقى أفراد الخلية دعما مباشرا من التنظيم، كما تم تزويدهم بشريط مصور يحثهم على تنفيذ عمليات إرهابية داخل المغرب، وهو ما يؤكد أن مخططهم كان في مرحلة التنفيذ الفعلي.

محاولة تأسيس فرع لداعش في المغرب
ووفقا للشرقاوي، لا تقتصر خطورة هذه الخلية على تنفيذ هجمات إرهابية فقط، بل تتجلى أيضًا في كونها محاولة استراتيجية من “ولاية داعش بالساحل” لإقامة فرع لها بالمغرب.
ووفق المعطيات التي كشف عنها الشرقاوي، فإن أعضاء الخلية شكلوا لجنة تنسيق مصغرة بتوجيه من قيادة التنظيم الإرهابي، حيث كانت تتولى مسؤولية وضع الخطط العملياتية، وتلقي التوجيهات المباشرة، وتبليغها إلى باقي العناصر المكلفة بالتنفيذ.

المغرب.. هدف استراتيجي في أجندة الإرهاب
وأكد الشرقاوي أن تفكيك “خلية الساحل” جاء بعد أسابيع قليلة فقط من إحباط مخططات “خلية الأشقاء الثلاثة” في حد السوالم قرب الدار البيضاء، مما يعكس أن المغرب أصبح مستهدفا بشكل مباشر من التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.
ويعود هذا الاستهداف إلى الدور الفاعل للمملكة في المجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب، إلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها محط اهتمام الجماعات المتطرفة.

الارتباط الوثيق بين الإرهاب والجريمة المنظمة
ومن جهة أخرى، سلّط مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية الضوء على العلاقة المتشابكة بين الجماعات الإرهابية والمليشيات الانفصالية وشبكات الجريمة المنظمة.
وأكد أن هذه التنظيمات تستغل الفوضى في منطقة الساحل لتهريب الأسلحة، وتجنيد المقاتلين، وتمويل عملياتها الإرهابية من خلال الاتجار بالمخدرات والبشر.
جهود أمنية مغربية متواصلة ضد الإرهاب
في إطار جهود المغرب لمكافحة الإرهاب، نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك أكثر من 40 خلية إرهابية لها ارتباطات مباشرة بالتنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء.
ومن بين أبرز العمليات التي أشار إليها الشرقاوي:
- تفكيك خلية إرهابية في دجنبر 2005 بطنجة، والتي كان يقودها شخص يلقب بـ”إبراهيم”، وكانت لها امتدادات في إسبانيا.
- هذه الخلية كانت على ارتباط بـ”الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، حيث خضع أميرها لتدريبات في أحد معسكرات التنظيم بمالي، قبل أن يتلقى أوامر بتأسيس بنية لوجيستية وبشرية لتنفيذ عمليات تفجيرية في المغرب.

التحديات الأمنية واليقظة المستمرة
أكد الشرقاوي أن الأجهزة الأمنية المغربية تواصل العمل بحزم في مواجهة التهديدات الإرهابية القادمة من الساحل، من خلال تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع الدول الشريكة، واعتماد استراتيجيات استباقية لكشف وإحباط أي مخطط يستهدف استقرار المملكة.


