حركة القشرة الأرضية.. نحو بحر جديد يقسم إفريقيا الى قسمين – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

1:06 - 23 فبراير 2023

حركة القشرة الأرضية.. نحو بحر جديد يقسم إفريقيا الى قسمين

برلمان.كوم

عاش العالم سنة 2018 حدثا فريدا من نوعه، إثر وقوع تصدع كبير يمتد لعدة كيلومترات، في جنوب غربي كينيا، متسببا في انهيار طريق “نيروبي- ناروك”، بالتزامن مع ظهور نشاط زلزالي في المنطقة.

ولتفسير ما وقع، كشفت دراسة دولية نشرت في دورية “جيوفيزيكال ريسيرتش لترز جورنال” أن بحرا جديدا آخذ في التكون في القارة الإفريقية، وقد يقسمها إلى نصفين، وذلك بسبب الصدع الذي يبلغ طوله 56 كيلومترا، والذي ظهر في الصحاري الإثيوبية.

وتشير الدراسة إلى أن القارة الإفريقية ليست مهددة بالانقسام إلى نصفين خلال المدى القريب، وإنما خلال مدة زمنية قد تصل إلى ملايين السنين، حيث تشير الدراسة إلى كون ما حدث من تصدع يماثل تماما الحركة التي كونت البحر الأحمر، ولكن بمعدل أبطأ بكثير.

ولتفسير التصدع الذي شهدته القارة الإفريقية، يقول الباحثون إن الغلاف الصخري للأرض انقسم إلى عدد من الصفائح التكتونية غير الثابتة، تتحرك أحيانا فوق بعضها البعض بسرعات متفاوتة، بفعل الضغط المتولد عند الحدود التي تفصل بين هذه الصفائح.

وينتج عن تفكيك هذه الصفائح، صدع أو شرخ، ما يؤدي إلى إنشاء حدود جديدة للصفائح، كما يحدث الآن مع التصدعات الناجمة عن زلزال شرق المتوسط، أو التصدعات في شرق إفريقيا مثلاً، والممتدة لمسافة 3 آلاف كيلومتر من خليج عدن في الشمال باتجاه زيمبابوي في الجنوب، لتنقسم القارة السمراء إلى جزأين هما “الصفيحة الصومالية” و”الصفيحة النوبية”.

وتشير الدراسات كذلك إلى أن نشاط الصدع في شرق إفريقيا يمتد على طول إثيوبيا وكينيا وتنزانيا، كما أن تحركات الصفائح قد بدأت من منطقة “عفر” شمال إثيوبيا منذ 30 مليون سنة، وانتشرت جنوباً نحو زيمبابوي، بمعدل يتراوح بين 2.5 إلى 5 سنتيمترات سنويا.

ومن مميزات صدع شرق إفريقيا أنه فريد من نوعه، إذ يتيح للعلماء مراقبة المراحل المختلفة التي مرت بها عملية تشكله، بدءا من الجنوب حيث معدلات تمدد الصفائح منخفضة، وكذلك الأمر بالنسبة للنشاطين البركاني والزلزالي.

كما تتميز أرضية الوادي المتصدع بكونها مغطاة بالصخور البركانية بمنطقة “عفر”، ما يعتبر مؤشرا على ضعف الغلاف الصخري إلى درجة التفتت، فعند تعرض القشرة للتفتت، سيتشكل محيط جديد بتجميد المواد المنصهرة، الناتجة عن تكسر الصفائح.

ومن المحتمل بعد مرور عشرات ملايين السنين، أن يتقدم قاع البحر على طول الصدع، وستصبح القارة الإفريقية أصغر حجما، وستتشكل جزيرة كبيرة في المحيط الهندي، تضم أجزاء من إثيوبيا والصومال والقرن الإفريقي.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *