الأخبارمجتمعمستجدات

حسن بناجح.. في الحاجة إلى “اللّجام” لإكمال عُدّة الحمار

الخط :
إستمع للمقال

لم يستغرب معظم من اطلعوا على تدوينة “الحمار المدبور” لصاحبها حسن بناجح، من المستوى المنحط الذي آل إليه النقاش الافتراضي عند أدعياء الإسلام السياسي. أليس هم أول من أفتى بحلق الرؤوس وجز شعر الرفاق في حلقيات المحاكمات الطلابية بسبب اختلاف بسيط في الرأي أو سجال طلابي عارض؟ فكيف نبخسهم اليوم حقهم في “الاستحمار والتزعريط” وهم يتحاملون على مقال رأي لم يناقشهم سوى بالحجة التاريخية والبينة الإسلامية؟

فالذي يطالع مقال الأستاذ محمد الهيني (حسن بناجح… وقلة الذوق الدبلوماسي)، الذي استفز “حماريات” لسان حال جماعة العدل والإحسان، لن يجد فيه سوى آثار من السنة النبوية الشريفة! وومضات من الحضارة الأندلسية! ومحاججة بالأدب الإسلامي دون تقريع أو سب أو تجريح، باستثناء توصيف ما يقوم به البعض من مزايدات وبوز إعلامي بأنه ” قلة ذوق دبلوماسي”، وهو وصف لا يندرج نهائيا ضمن جرائم القول (الإهانة والسب والشتم)، لكونه وصف معتاد في أدبيات العمل الدبلوماسي المبني على الكيّاسة وليس الصفاقة.

فلماذا إذن استنفر حسن بناجح سليقته الأولى ولاذ بمعجم كليلة ودمنة للرد على مقال الأستاذ محمد الهيني؟ فهل استحضار السنة النبوية الشريفة وذكر الرسول الكريم مقرونا بالصلاة والسلام على خير الأنام في مقال للرأي والتحليل يحتاج لتعقيب مفعم “بتزعريط الحمير”؟ وهل المحاججة بالأدب الإسلامي والحضارة الأندلسية تقتضي أن يكون الرد الفايسبوكي مستوحى من “البردعة والشواري” كما دبج ذلك حسن بناجح في تدوينة “الحمار المدبور”؟ أم أن هذا الأخير لم يسمع، أو لم يدرك مغزى المثل الشعبي القائل ” أجّاب (الطز) للحمد لله”؟

فكل الذين طالعوا تدوينة الناطق الفايسبوكي باسم جماعة العدل والإحسان، قبل حذفها من طرف صاحبها، يخرجون بقناعة راسخة ويقين تام بأن “التسامح” هو مجرد شعار هلامي يتدثر به حسن بناجح وباقي الشيوخ والأتباع، فهم لا يتوانون في رفض الحق رغم قيام الدليل. كما تأكد لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ممن كان لديهم بعض الشك، بأن الجماعة تنظر لموضوع “حرية التعبير” ببرغماتية لا مزيد عن انتهازيتها. فحرية التعبير تكون “بدعة” إذا تعلّق الأمر بمقالات الأستاذ الهيني ومن يسير في ركابه المخالف للجماعة، والرد على هذه المقالات مُحبّب شرعا حتى بكلام الحظائر والاسطبلات،لكنها (أي حرية التعبير) تغدو “فزاعة” تشهر في وجه الدولة إذا تعلق الأمر بسليمان الريسوني وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين والمصطفى الريق وكل معتقلي الفضيلة الأخلاقية.

فمن المؤسف حقا أن يسدل المرء على نفسه وسم “الناشط الإسلامي”، بيد أنه أول من يزدري مقالا مخالفا في الرأي يستوحي كلامه من السنة النبوية الشريفة. ومن العار أن لا يَجد من ينتحل صفة الفاعل الحقوقي في جرابه من مَعين يُسعفه في الرد على مقال مخالف سوى “تزعريط الحمار”. ومن المخجل أن تُسوّق جماعة دينية نفسها كماسكة بناصية “العدل والإحسان”، بينما ناطقها الرسمي ولسان حالها في الشبكات التواصلية يحتاج إلى “لِجَام” يقيد به لسانه حتى يكمل “عُدّة الحمار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى