الأخبارسياسةمستجدات

حلقات من كتاب “أمير المؤمنين الملكية والنخبة السياسية”.. أصول الحركة الوطنية وبداية انتقاد الحماية

الخط :
إستمع للمقال

خلال هذه السلسلة الرمضانية سنحاول فهم السياق التاريخي المغربي وتطور الحياة السياسية، كما رصدها الكاتب الأمريكي الجنسية جون واتربوري، في كتابه “أمير المؤمنين الملكية والنخبة السياسية المغربية”، والذي يعد وفق العديد من المؤرخين من أهم الكتب التي سلطت الأضواء على الحياة السياسية المغربية، وتناول بالدراسة المغرب منذ عهد الإدارة البدائية (المخزن) وحكم ما قبل الحماية إلى حدود نهاية سنوات السبعينيات.

أصول الحركة الوطنية

يعود الكاتب خلال ذات الفصل “الحماية”، إلى بدايات ظهور الحركة الوطنية، مشيرا إلى أن أصولها ترجع وكمثيلاتها في الشرق الأوسط إلى النهضة الدينية السلفية التي قيل عنها “إنها مثال آخرلنموذج المتزمتة التي تتحمس لها الفئات الشعبية المهددة، ذات الأوضاع المتدهورة في أثناء مراحل الاضطرابات والتحول الاجتماعي، سواء في المدن أو البوادي”.

وتدعو حركة الإصلاح التي تسمى بالحركة السلفية، إلى تقاليد مؤسسي الديانة الإسلامية، والسلف الصالح، ومن دعاة الأوئل لهذه الحركة يبرز إسم جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، ومن خلال كتاباتهم وأقولهم بدأت أفكار هذه الحركة تنتشر في شمال إفريقيا، وكان من أوائل دعاة السلفية بالمغرب عبد الله بن دريس السنوسي وبوشعيب الدكالي، ولم تكن لهما اهتمامات وطنية، ولكن دعوتهما بعد الحرب العالمية الأولى، وجدت نفسها بطريقة مبهمة مرتبطة بالأهداف الوطنية.

بداية توجيه الانتقادات لنظام الحماية

كان حفل تأبين بوشعيب الدكالي سنة 1926، أول فرصة وجهت فيها انتقادات علنية لنظام الحماية، وظهر بهذه المناسبة الارتباط الشديد بين أهداف الإصلاح الديني للأمة الاسلامية، والدعوة إلى طرد الغزاة الأجانب، واتضحت رؤية الحركة الوطنية التوفيقية بقيادة مجموعة من الشباب البرجوازي، حيث يمتزج القلق الديني والحقد الوطني.

وأصبح هذا الارتباط قضية مشتركة، ونظرا لكون هذه الظاهرة غدت بارزة في أنحاء العالم العربي، فإن الوطنيين المغاربة ظلوا يتلقون مساعدات خارجية، وتضامنا كاملا في اللحظات الاستراتجية لنضالهم، وبرز هذا التضامن أثناء المظاهرات الشعبية ضد الظهير البربري سنة 1930، وبما قام به شكيب أرسلان صديق رشيد رضا وكاتب ترجمته من حملة دعائية في الخارج، كان لها الفضل في التعريف بالحركة الوطنية المغربية الناشئة وبمطالبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى