الأخبارسياسةمستجدات

حلقات من كتاب “أمير المؤمنين الملكية والنخبة السياسية”.. التنظيم العسكري للدولة

الخط :
إستمع للمقال

خلال هذه السلسلة الرمضانية سنحاول فهم السياق التاريخي المغربي وتطور الحياة السياسية، كما رصدها الكاتب الأمريكي الجنسية جون واتربوري، في كتابه “أمير المؤمنين الملكية والنخبة السياسية المغربية”، والذي يعد وفق العديد من المؤرخين من أهم الكتب التي سلطت الأضواء على الحياة السياسية المغربية وتناول بالدراسة المغرب منذ عهد الإدارة البدائية (المخزن) وحكم ما قبل الحماية إلى حدود نهاية سنوات السبعينيات.

التنظيم العسكري للدولة العلوية

بالإضافة إلى خصائص البيعة وكيفية انتقال السلطة، وشرح أصول تسمية “المخزن”، يتناول الفصل الأول أيضا من الكتاب التكوين العسكري للدولة العلوية. وفي هذا الصدد أشار الكاتب إلى أن التنظيم العسكري للدولة تم عند وفاة المولى إسماعيل سنة 1727. فقد كونت الدولة السابقة (أي الدولة السعدية) عدداً من الحاميات من قبائل فرت من تلمسان للإفلات من الأتراك، وتدعى تلك القبائل “شراكة” نسبة إلى الشرق وقد استقرت قبائل المخزن أو “الكيش” (نسبة إلى الجيش) حول مدينة فاس.

وكون السعديون أيضاء “كيش الأوداية” الذي يشمل قبائل أهل سوس والمغافرة والأوداية، وتختلف كل هذه القبائل في تنظيمها عن بقية القبائل التابعة للمخزن، لكونها عبارة عن جاليات عسكرية كل أعضائها في خدمة المخزن. وفي المقابل وهبها المخزن حق الانتفاع من أراض فلاحية وأعفاها من الضرائب باستئناء الزكاة والأعشار. وفي كثير من الحالات ارتقى أعضاء قبائل “الجيش” مناصب هامة؛ مدنية وعسكرية على أن التمييز لم يكن واضحاً بين هذين النوعين من المناصب.

إعادة هيكلة القبائل من طرف المخزن

وقام المخزن بإعادة هيكلة شاملة لتلك القبائل، فعوّض الأشكال التنظيمية القديمة والمبنية على الجماعة (مجلس الأعيان الذي كان يجدد كل سنة)، بتقسيمها إلى ثلاث وأرباع وأخماس، وذلك بهدف تسهيل جباية الضرائب من القبائل الأخرى واستقطاب الجنود.

ونظراً لتروع قبائل المخزن إلى التمرد فقد ارتأى المولى إسماعيل إنشاء قوة أخرى توازيها فأسس هيئة جديدة تتكون من عبيد سود جلهم من واحات الجنوب وأطلق عليهم اسم عبيد البخاري، واختصر أحيانا اسمهم في كلمة البخاري وقد وصل تعدادهم إلى 000 150 خلال عهد المولى إسماعيل، وكان لكل البخاريين القادرين على حمل السلاح
نشاط فعال؛ ولم تكن كل قبيلة كيش توفر للمخزن سوى وحدة تتألف من 500 فارس.


وكانت التعيينات من اختصاص السلطان ووزير الحرب (وزير الدفاع) على أن تحال على القبائل للموافقة، ونادراً ما تجاوزت القوات التي تشكلها قبائل الكيش ما بين 000 9 إلى 000 10 رجل. وقد كانت موزعة بين الحاميات الدائمة للمدن الكبرى والوحدات المتحركة الي ترافق البلاط في تنقلاته وكانت تدعى بالمحلات (جمع محلة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى