

أثارت واقعة قتل شرطي بالمغرب قبل أيام وحرق جثته من قبل ثلاثة أشخاص ينتمون إلى خلية إرهابية تابعة لتنظيم ”داعش” الإرهابي، ردود أفعال قوية منددة بهذا الفعل الإجرامي الشنيع.
وتمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، في الساعات الأولى من صباح يوم أول أمس الأربعاء، من توقيف ثلاثة متطرفين موالين لتنظيم “داعش الإرهابي”، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي، والتي كان ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه.
وعلاقة بهذا الموضوع، قال الخبير الأمني، إحسان الحافظي، إن الطريقة التي جرى بها التحضير لهذه الجريمة، تكشف عن “تحول في عقيدة اشتغال الجماعات الإرهابية الموالية لداعش”، مشيرا إلى أن “الثابت الوحيد في هذه العقيدة مبايعة التنظيم المتطرف قبل المرور إلى التنفيذ”.
وأفاد الحافظي، في حديثه لموقع قناة ”الحرة” الأمريكية، أن ”باقي الترتيبات للعمليات الإرهابية تبقى متغيرة بحسب طبيعة الهدف ودرجته”، موضحا في هذا الصدد، أن ذلك ”يدل على أن قيادات تنظيم داعش التي تحرض على ارتكاب أعمال إرهابية باسمها باتت تترك لمواليها حرية التصرف في التخطيط والتنظيم واختيار الوقت المناسب لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي تستهدف المس الخطير بالنظام العام”.
وقال الحافظي، إن “حيثيات هذه العملية تشير إلى أن الأمر يتعلق بـأسلوب الذئاب المنفردة، الذي يقوم خلاله أشخاص بعمليات إرهابية بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة مباشرة أو تواصل منظم بالقياد””، مضيفا: ”لسنا أمام خلية إرهابية بالمعنى الكلاسيكي الذي بات يسهل كشفها بفضل تطور وسائل تقنيات الاتصال، بل بعمل إرهابي حاول منفذيه ما أمكن التقليل من التواصل فيما بينهم”.
وبعدما أكد الحافظي، أن مجموعة من البيانات التي تلي تفكيك الخلايا الإرهابية عادة ما كانت تشير إلى وجود مخططات لاستهداف مؤسسات حساسة، أكد أن ”المؤسسة الأمنية لطالما كانت على رأس هذه الأهداف واستهدافها يكون عبر استهداف موظفيها”.
وفي نفس السياق، شدد الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، محمد الطيار، في حديثه لقناة ”الحرة”، على أن العملية الأخيرة “تصعيد جديد وخطير”، مشيرا إلى أن ”الخلايا المرتبطة بتنظيم داعش قررت استئناف أعمالها الإرهابية وتصعيد خطورتها، حيث إن عملها لم يكن ليقتصر فقط على قتل شرطي ومحاولة الاستيلاء على بنك بل هناك خططا أوسع”، بحسب الباحث.
ووفقا للباحث ذاته، فإن “العملية الأخيرة ينبغي قراءتها على ضوء التطورات والمكاسب الكبيرة التي تحققها التنظيمات الإرهابية على صعيد منطقة الساحل والصحراء، خاصة بالمثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي حيث يستعد التنظيم للإعلان إمارة جديدة”، مؤكدا أن ”الحضور القوي لتنظيم داعش بمنطقة الساحل وبمناطق الشرق الأوسط، يشجع الخلايا النائمة والجديدة، على القيام بأعمال عنف أكثر جرأة”.
ونظم المكتب المركزي للأبحاث القضائية ”البسيج”، صباح اليوم الجمعة، ندوة صحافية بحضور المنابر الإعلامية الوطنية والدولية لتسليط الضوء على خيوط تفكيك الخلية الإرهابية التي كان ضحيتها شرطي اختطف أثناء مزاولة مهامه نواحي مدينة الدار البيضاء، قبل قتله وحرق جثته والاستيلاء على سلاحه الوظيفي بغية استخدامه للسطو على وكالة بنكية بغية تمويل مشروع إرهابي.
وكشف المكتب عددا من المعطيات الدقيقة حول تفكيك هذه الخلية الإرهابية، التي جاء إحباطها مع تفكيك خلية أخرى كانت تنشط بمدينة أسفي، حيث كانت تخطط لتنفيذ مشروع إرهابي يهدد النظام العام واستقرار المملكة.