خبيرة: ارتفاع نسبة ملء سدود المملكة مؤقتا لا يكفي لحل مشكلة نذرة المياه بشكل دائم ومستدام

شهدت سدود المملكة المغربية في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في نسبة الملء بنسبة 29.30 في المائة، حسب ما أفادت أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة، ما يعتبر تطورا إيجابيا في مواجهة التحديات المائية التي تشهدها البلاد، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تساهم في تقليص مصادر المياه الطبيعية. إلا أن هذا الارتفاع الملحوظ والمؤقت يثير تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن اعتباره حلا مستداما في مواجهة تحديات المستقبل المائي، أم أنه مجرد إجراء مؤقت يخفف من الأزمة الحالية دون معالجة جذور المشكلة.
وفي هذا السياق، قالت أميمة خليل الفن الباحثة في الهندسة البيئية والتنمية المستدامة، في تصريح خصت به موقع “برلمان.كوم”، إن الزيادة في منسوب المياه في السدود المغربية تعكس تحسنًا في بعض أساليب إدارة الموارد المائية، مشيرة أن هذا التطور يمكن أن يُعزى إلى تحسين البنية التحتية للمياه، خاصة من خلال توسيع السدود القائمة وإنشاء أخرى جديدة، فضلا عن تطوير أنظمة مائية متطورة لتحويل المياه بين الأحواض المختلفة، مما يعزز قدرة المغرب على تخزين مياه الأمطار.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، أكدت الفن أن السدود المغربية ما تزال تعاني من مجموعة من المشاكل، أبرزها ظاهرة التوحل، التي تقلل من كفاءة استخدام المياه المخزنة، ما يجعل استغلال هذه الموارد المائية أكثر صعوبة ويتطلب ميزانيات ضخمة، مردفة أنه رغم أن الزيادة الحالية في مستوى المياه تساهم في تحسين الوضع، إلا أنها لا تكفي لحل مشكلة نذرة المياه بشكل دائم ومستدام، لأن المغرب لا يزال عرضة للجفاف على المدى الطويل، والمشاكل البيئية المتعلقة بالمياه ستظل قائمة في المستقبل.
كما أشارت الباحثة في الهندسة البيئية والتنمية المستدامة إلى أن المغرب بحاجة إلى استثمار أكبر في تطوير البنية التحتية المائية على المدى الطويل، بما في ذلك تحسين السدود، المحطات المائية، والطرق التي تسهم في نقل المياه، إلى جانب ضرورة ترشيد استهلاك المياه، خاصة مع تزايد الطلب عليها في القطاعات المختلفة مثل الزراعة والصناعة والسياحة. مؤكدة على أن القطاع الزراعي يعتبر من أكثر القطاعات استفادة من هذه الزيادة في المياه، ولكنه أيضًا من أكثر القطاعات التي تستنزف الموارد المائية.
وشددت الفن في تتمة تصريحها لـ”برلمان.كوم” أن الارتفاع في مستوى المياه في السدود هو خطوة إيجابية، لكنها تظل غير كافية أمام التحديات المستقبلية، خصوصا في ما يتعلق بالتغيرات المناخية التي تؤدي إلى زيادات متطرفة في فترات الجفاف والأمطار الغزيرة، فيما أبرزت أن المغرب يجب أن يواصل جهوده لتطوير بنية تحتية مائية قوية، إضافة إلى تبني سياسات فعالة للتكيف مع التغيرات المناخية، بما يضمن استدامة الموارد المائية في المستقبل.