خبير بيئي يدق ناقوس الخطر بخصوص عجز وادي ملوية عن بلوغ مصبه في البحر الأبيض المتوسط

يعيش وادي ملوية وضعا بيئيا مُقلقا، حيث لم يعد يصل إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط، هذا الوضع يُنذر بتداعيات بيئية خطيرة، خاصة أن الوادي يُعتبر شريانا حيويا للمنطقة بأكملها، ورغم وفرة المياه التي كان يتمتع بها سابقا، فقد بات يعاني من تداعيات قرارات غير مدروسة وسوء تدبير الموارد المائية، مما أدى إلى حرمانه من بلوغ مصبه الطبيعي.
وفي تصريح خصَّ به موقع “برلمان.كوم”، سلط الخبير البيئي محمد بنعطا الضوء على الوضعية المتدهورة التي وصل إليها وادي ملوية، محذراً من كارثة بيئية سبق التنبيه إليها منذ سنوات. وحيث حمل مسؤولية هذا الوضع إلى قرارات غير مدروسة، خصوصا تلك المتعلقة بإنشاء محطات ضخ على ضفاف الوادي.
وأوضح الخبير البيئي أن وزارة الفلاحة قررت في وقت سابق إحداث محطة ضخ على ضفاف وادي ملوية بمنطقة أولاد ستوت، وهو القرار الذي أثار حينها العديد من التحذيرات بسبب مخاطره البيئية الكبيرة.
وأضاف بنعطا أن المسؤولين وعدوا بوقف العمل بهذه المحطة بعد تشغيل محطة أخرى، وهي محطة مولاي علي، إلا أن الأمور سارت في اتجاه معاكس تماما.
وتابع قائلا: “بدل التوقف عند محطة واحدة، تفاجأنا بالتكاثر المتسارع لمحطات الضخ في السنوات الأخيرة، معظمها غير قانوني، حيث إنها لا تتوفر على التراخيص اللازمة من وكالة الحوض المائي المخول لها قانونيا الترخيص باستعمال هذه المحطات”. ودعا الوكالة إلى التحرك العاجل من خلال الشرطة المائية لإيقاف ما وصفه بـ”الفوضى العارمة” التي تهدد الوادي.
ورفض بنعطا أن يُعزى الوضع الكارثي لوادي ملوية إلى ظاهرة الجفاف وحدها، موضحا أن الوادي يعتمد على العيون المائية المتواجدة في سافلة منطقة مشرع حمادي، وهي عيون توفر كميات وافرة من المياه رغم وجود عدة سدود على طول مجراه مثل سد محمد الخامس وواد زا. وقال إن المياه التي كان من المفترض أن تصل إلى مصب الوادي يتم توجيهها نحو الري الفلاحي بشكل غير مدروس.
وأشار بنعطا إلى أن هذا الوضع يُهدد موقعا بيولوجيا ذا أهمية دولية، سبق للمغرب أن التزم بالحفاظ عليه بموجب اتفاقية رامسار، التي تُلزم الدول الأعضاء بحماية المواقع الرطبة ذات الأهمية البيئية.
وأكد بنعطا في ختام تصريحه على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وصارمة لإيقاف نزيف وادي ملوية، بدءا من وقف المحطات غير القانونية، واعتماد تدبير عقلاني ومستدام للموارد المائية، مع مراعاة الالتزامات البيئية الدولية.