

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، يوم الثلاثاء، أن وزارة الخارجية وافقت على إبرام صفقة لبيع أنظمة صواريخ المدفعية “هيماريس” وعدد من المعدات المرتبطة بها للمغرب، في صفقة تعتبر هي الأولى من نوعها بالسوق الإفريقية.
الصفقة الجديدة والتي بلغت حوالي 524 مليون دولار، تأتي في إطار توجه المغرب لتقوية ترسانته العسكرية وتنويع مصادرها، من أجل مواجهة التحديات الخارجية، وذلك من خلال عقد صفقات تسليح تشمل الجو والبر والبحر.
وتعليقا على هذه الصفقة التي حظيت باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام الغربية المهتمة بسوق الأسلحة، قال الإطار الأمني المتقاعد والخبير في القضايا الأمنية محمد أكضيض، إن الصفقة تأتي في إطار التغيرات الاستراتيجية التي تجري على الساحة الدولية، لا من حيث السباق نحو التسليح، ولا من حيث التكتلات السياسية وتشكل المحاور والتحالفات الإقليمية والعالمية.
وأوضح أكضيض، في تصريح “لبرلمان.كوم”، أن أمريكا تعتبر المغرب شريكا موثوقا فيه وقطبا يمكن الاعتماد عليه في ضمان استقرار المنطقة، ومواجهة التحديات الأمنية والعسكرية المحتملة، خاصة فيما يتعلق بملف محاربة الإرهاب، وهو ما بدا واضحا من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين العسكريين والأمنيين الأمريكيين للرباط، كان آخرها زيارة مدير المخابرات الأمريكية.
وأضاف الخبير الأمني، أن المغرب أصبح اليوم قوة إقليمية تلعب أدوارا أمنية واستخباراتية مهمة، وهو ما يتطلب معه الرفع من جاهزية القوات المسلحة الملكية وتزويدها بأسلحة استراتيجية.
وتابع المتحدث ذاته، أن 80 في المائة من صفقات شراء الأسلحة بالنسبة للمغرب توقع مع شركات أمريكية، وينتظر أن ترتفع هذه النسبة في ظل اتفاقية أبراهام التي فتحت أرضية جديدة لزيادة التعاون والتنسيق العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب.
كما اعتبر الخبير الأمني محمد أكضيض، أنه لا يمكن عزل هذه الصفقة عن التحولات الإقليمية خاصة بالمنطقة المغاربية في ظل تنامي تيارات في الجزائر لها نزوعات نحو الحرب، وكذا ارتفاع التهديد الإيراني بالمنطقة من خلال تغلغله بالجارة الشرقية للملكة.