يحتفل المغرب، اليوم الثلاثاء، بالذكرى 71 لثورة الملك والشعب التي يشكل تخليدها مناسبة لاستحضار القيم الوطنية الحقة ومواقف الصمود والتضحية، التي تعتبر مبعث فخر واعتزاز ومصدر قوة وتماسك لمواصلة مسيرات بناء المغرب الحديث في إجماع وطني حول ثوابت الأمة ومقدساتها وخياراتها الكبرى.
وبهذه المناسبة؛ أوضح الدكتور حسن بلوان، الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، أن ثورة الملك والشعب “تأتي هذه السنة في سياقات متميزة بديناميات داخلية وأخرى خارجية تشهدها المملكة المغربية”.
وأضاف بلوان: “تشكل ثورة الملك والشعب حدثا وطنيا فاصلا في تاريخ المغرب المعاصر، باعتباره جيد التلاحم المتين بين العرش العلوي المجاهد وبين الشعب المغربي المناضل الوفي، حيث تسطرت معارك النضال الوطني الشامل الذي حقق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية”.
وشدد الخبير على أن “ثورة الملك والشعب ملحمة فريدة في نضال الشعوب نحو الحرية والاستقلال، التحم فيها جهاد السلطان محمد بن يوسف ونضال الشعب المغربي، مما يوحي بالحمولة السياسية والوجدانية التي تحظى بها هذه المناسبة، والتي لا زالت آثارها بارزة في البناء والتشييد في عهد الملك محمد السادس وبنفس روح الترابط والوفاء والتعلق بأهذاب مؤسسة ملكية مواطنة وشعب جدي محب لملكه ووطنه ووحدته الترابية”.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية على أن “استحضار أمجاد ثورة الملك والشعب في هذا السياق المختلف والمميز من تاريخ المملكة يضعنا أمام مجموعة من العبر والرسائل التي من المفروض أن تدرس للناشئة الاجتماعية حتى تربط ماضيها المجيد مع حاضرها ومستقبلها الواعد في ظل وطن واحد موحد وقيادة حكيمة متصلة السند من الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله إلى الملك محمد السادس حفظه الله”.
وخلص بلوان إلى أن “ذكرى ثورة الملك والشعب تأتي في سياق مختلف، حيث يحتفل المغاربة ب25 سنة من حكم الملك محمد السادس المليئة بالمنجزات الداخلية والخارجية”.
كما تأتي هذه الذكرى، حسب الخبير، “في سياق النجاحات العظيمة التي حققتها الدبلوماسية الملكية في قضية الصحراء المغربية، حيث اعترفت معظم الدول المؤثرة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية كان آخرها الجمهورية الفرنسية باعتبارها -إلى جانب إسبانيا- مستعمرا سابقاً ومسؤولا مباشرا عن هذا النزاع المفتعل، إضافة إلى أنها قوة مؤثرة -إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية- في مجلس الأمن والمنتظم الدولي”.
