خبير: مشكلة فرنسا في إفريقيا معقدة بسبب إرثها الاستعماري البغيض – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

9:10 - 7 مارس 2023

خبير: مشكلة فرنسا في إفريقيا معقدة بسبب إرثها الاستعماري البغيض

برلمان.كوم-ياسين بن ساسي

خاض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساع حثيثة لاستعادة الدور الفرنسي في القارة الأفريقية بعد سنوات من تراجع نفوذ القوة الاستعمارية السابقة، وذلك بعدما قام بزيارة 4 بلدان في القارة، وسط احتجاجات كبيرة من طرف العديد من الشعوب الإفريقية، التي أصبحت تطالب بطرد فرنسا من بلدانها.

وفي هذا الإطار أكد أستاذ العلوم السياسية، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس، اسماعيل حمودي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم“، أن هناك تحولا في إفريقيا، يتمثل، من جهة أولى، في صعود نخب وقوى مجتمعية وشبابية رافضة للنفوذ التقليدي الفرنسي في دول الساحل وغرب افريقيا.

وأوضح اسماعيل حمودي، أن من أبرز مؤشرات هذا التحول، هي الاحتجاجات التي استقبل بها ماكرون في الكونغو الديمقراطية، وكذا أصوات الشباب الصاعدة والرافضة للوصاية الفرنسية على دول غرب إفريقيا، علاوة على التوجه المتزايد نحو إخراج الوجود العسكري في مالي وبوركينافاسو، مشيرا إلى أن هذه الأمور تعتبر مؤشرات تؤكد تنامي وعي إفريقي ضد أشكال النفوذ الفرنسية.

وأضاف الخبير، أن هذا الأمر تدركه فرنسا التي أعلنت عن استراتيجية جديدة في افريقيا، لاستيعاب التحولات الجارية، بما فيها نفوذ الصين وروسيا في المنطقة.

وتابع حمودي في تصريحه، أن مشكلة فرنسا في المنطقة معقدة، وذلك بسبب ارثها الاستعماري البغيض، وأيضا بسبب المعاناة المتزايدة للمهاجرين الأفارقة في فرنسا، الذي يعاملون كبشر من درجة ثانية، وهي معاناة يرفع من حدتها صعود اليمين المتطرف، بالإضافة إلى تراجع نموذجها الثقافي واللغوي في التعليم والاعلام ووسط عالم المال والاعمال، خصوصا في الدول المغاربية، لصالح الإنجليزية.

وقال أستاذ العلوم السياسية، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس، إن فرنسا، تراجعت قدرتها على الانصات والاستماع لمصالح حلفائها، مثل المغرب، وهو ما يعود في جانب منه إلى النخبة النيوليبرالية المتوحشة التي تسيطر على القرار الفرنسي، والتي تهمها مصالح فرنسا فقط، دون أي اعتبار لمصالح حلفائها.

وأشار حمودي، إلى أنه لهذه الاعتبارات، تبدو فرنسا أمام معادلة صعبة، متوقعا أن تستمر في التركيز على مصالحها الضيقة، وبالتالي فقدان المزيد من حلفائها في افريقيا، وفي مقدمتهم المغرب.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *