الأخبارخارج الحدودمستجدات

خطة ترامب.. مواقف دولية متباينة حول إجبار الفلسطينيين على مُغادرة قطاع غزة

الخط :
إستمع للمقال

أثار سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السيطرة على قطاع غزة، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، جدلا كبيرا، فقد أعلن ترامب عن نيّة الولايات المتحدة إعادة تأهيل القطاع المدمر اقتصاديا وتطويره بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى، مما أثار ردود فعل واسعة النطاق على الصعيدين الإقليمي والدولي، واعتُبر بمثابة استمرار للسياسة الأمريكية التي طالما سعت لإعادة تشكيل ملامح الصراع في المنطقة.

وفي هذا السياق، رفض زعماء فلسطينيون وقادة العالم العربي هذه التصريحات، معتبرين إياها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، فقد أدان زعماء حماس تصريحات ترامب بوصفها “محاولة يائسة لتصفية” القضية، مشيرين إلى أن مثل هذه الاقتراحات تُعد محاولة لفرض موقف عنصري يتماشى مع اليمين الإسرائيلي المتطرف، كما عبّر القياديون الفلسطينيون عن رفضهم المطلق لأفكار نقل الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدين على أن وطنهم هو غزة وما حولها، وأن التهجير سيؤدي إلى إضعاف الهوية الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وعلى الصعيد الدولي، جاءت ردود الفعل متعددة الأبعاد، فقد شددت وزارة الخارجية السعودية على موقف المملكة الثابت المؤيد لقيام الدولة الفلسطينية ورفضها لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني، وفي تركيا، وصف وزير الخارجية تصريحات ترامب بأنها “غير مقبولة”، مؤكدا أن أي خطوات تؤدي إلى تهميش الفلسطينيين ستزيد من حدة الصراعات في المنطقة، كما أعربت بكين وروسيا عن معارضتهما لفكرة التهجير القسري، ودعيا إلى التمسك بحل الدولتين كسبيل لتحقيق الأمن والاستقرار، وتصريحات دونالد ترامب بشأن غزة “خطيرة على الاستقرار وعلى عملية السلام” بحسب الحكومة الفرنسية.

وفي الولايات المتحدة، لم تخلُ الأوساط السياسية من الانتقادات اللاذعة لسياسات ترامب الأخيرة، فقد وصف نواب ديمقراطيون الاقتراح بأنه يتضمن “تطهيرا عرقيا” و”إبعاد الشعب الفلسطيني عن وطنه”، كما اعتبره بعضهم خطوة تهدف إلى تبرير سياسات داخلية وخدمة مصالح حزبية وإقليمية، كما حذّر المحللون من أن مثل هذا التصريح قد يعطي ذريعة للخصوم لإشعال المزيد من التوتر في الشرق الأوسط، مما يعرض المنطقة لصراعات قد تمتد لسنوات.

ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب، وما خلفته من ردود فعل متباينة، تعكس الانقسامات العميقة في السياسات الإقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية، فبينما يرى بعض الأطراف في هذه الخطوة محاولة لإعادة رسم ملامح الصراع، يحذر آخرون من عواقبها المحتملة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى