الأخبارخارج الحدودمستجدات

خلال لقائه ببلينكن.. تبون يفضح متاجرة نظام العسكر بالقضية الفلسطينية ويكشف العزلة التي تعيشها الجزائر إقليميا

الخط :
إستمع للمقال

يبدو أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لم يكن على علم بأن ما صرح به أثناء استقباله لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، خلال زيارته للجارة الشرقية، سيتم نشره للعموم على موقع وزارة الخارجية الأمريكية للاطلاع عليه، ليطلق العنان للسانه ويكشف حقيقة العزلة التي تعيشها الجزائر في محيطها الإقليمي ومتاجرة نظام العسكر بالقضية الفلسطينية، وكذا عن أسباب العداء التاريخي الذي تكنه بلاده للمغرب.

فتبون دمية نظام الكابرانات الذي ظل يتبجح بدعم الجزائر للقضية الفلسطينية كشف في لحظة مصارحة خلال كلمته أثناء استقبال بلينكن والتي تم نشرها بالموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، أن بلاده لا خلاف لها مع إسرائيل وأن الموقف الجزائري بخصوص القضية الفلسطينية لم يتغير. وأنه تم اتخاذ قرار في الجامعة العربية للتوصل إلى سلام مع إسرائيل، هذه الأخيرة يقول تبون “أنها تعترف بدولة فلسطين، وهذا ما نتبعه في الوقت الحالي. إذاً فهو سلام بين جميع المناطق، ولكن ليس لدينا أي شيء ضدهم”.

فقد كشفت تصريحات تبون هاته بخصوص القضية الفلسطينية أن نظام العسكر ظل دائما يتاجر بها، خصوصا حينما يسعى لتبرير عدائه للمغرب الذي زادت حدته بعد إعادة إحياء العلاقات بين الرباط وتل أبيب، لذلك فما قاله تبون نسف به الدعاية الجزائرية القائمة على استحضار القضية الفلسطينية لتبرير مواقف نظام الكابرانات العدائية تجاه المغرب، من خلال ربط قضيتي الصحراء المغربية وفلسطين بمبدأ تقرير المصير الذي تتبناه الجزائر بحسب خطابها الرسمي، خصوصا وأنه أكد على دعم حل الدولتين، وأنه لا يرى أن لدى بلاده أي موقف ضد إسرائيل.

ولم يفوت تبون أيضا الفرصة دون الكشف لبلينكن عن الأسباب الحقيقية لعداء بلاده للمغرب، حيث تطرق إلى الجذور التاريخية لهذا الخلاف والذي يعود بحسبه إلى استقلال الجزائر وحرب الرمال، محاولا كعادته تمرير مغالطات وتكرير الأسطوانة المشروخة المتمثلة في اتهام المغرب بالسعي لزعزعة استقرار الجزائر، في وقت يعلم الجميع ويرى كيف أن الجزائر هي من تسعى للمس بوحدة وسيادة المغرب وكيف أنها تحتضن عصابة البوليساريو على آراضيها منذ سنوات وتمولها وتسلحها لمواجهة المغرب.

فإلى جانب تهجمه على المغرب طيلة كلمته أمام بلينكن، فقد كشف تبون العزلة الإقليمية التي أصبحت تعيشها الجزائر عندما قال: هذه هي بيئتنا، نحن محاطون بدول لا تشبهنا كثيراً باستثناء تونس. لهذا السبب لدينا علاقات وثيقة للغاية معها لأن لدينا أوجه تشابه في العديد من المجالات. وإلا فإن كل حدودنا مشتعلة: ليبيا المزعزعة؛ وبعدها هناك منطقة الساحل بأسرها مثل تشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر. وحتى موريتانيا ليست بتلك القوة. وفي الجوار لدينا المملكة المغربية حيث شهدت علاقاتنا دائمًا تقلبات منذ استقلالنا. إنها ليست حديثة. ليس بسبب قضية الصحراء المغربية”.

هو إذن اعتراف صريح من الرئيس الصوري للجارة الشرقية عبد المجيد تبون في لحظة عجز فيها عن الكذب أمام ضيف من دولة يهابها نظام الكابرانات ويتوجس منها مخافة محاسبته على جرائمه في حق الشعب الجزائري عبر التاريخ، هذا الاعتراف بحقيقة العداء الجزائري للمغرب ومتاجرة نظام العسكر بالقضية الفلسطينية عندما يتعلق الأمر بمهاجمة المغرب والانبطاح حينما يكون للموضوع علاقة بإسرائيل، ناهيك عن الاعتراف الصريح بالعزلة التي تعيشها الجزائر إقليميا بسبب الهزائم المتكررة التي تكبدتها الجارة الشرقية على أيدي الدبلوماسية المغربية، والتي عزلتها وكشفت حقيقة نظامها للعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى