

كشفت دراسة منشورة على المجلة العلمية “ذا لانست” بعنوان “الاتجاهات الحالية والمستقبلية للوفيات المرتبطة بالحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، أن المغرب يسجل 250 حالة وفاة سنويا بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
وحذرت الدراسة من مخاطر الوفيات السنوية الحالية المرتبطة بالحرارة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “مينا”، مشيرة إلى أن الأرقام مرشحة للارتفاع في السنوات المقبلة.
وفي هذا الإطار، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن الدراسة كشفت أن المغرب تسجل فيه 250 وفاة سنويا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بمعدل 0.93 وفاة لكل 100000 نسمة.
وأوضح حمضي في تصريحه، أن الأرقام المذكورة في الدراسة لا تعكس الحقيقة، لأنها تبقى قليلة مقارنة بالواقع، قائلا: “من المؤكد أن تكون الأرقام الحقيقية أكثر من الأرقام المذكورة”، وتابع الطبيب في تصريحه، أنه من أجل التقليل من الوفيات بسبب درجات الحرارة المرتفعة، يجب وضع حد للمشاكل البيئية في المغرب.
ودعا الدكتور الطيب حمضي المواطنين، إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة خلال ارتفاع درجات الحرارة، بتبليل أجسامهم بالماء مرات عدة في اليوم، وشرب كمية كافية من الماء، وتجنب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم، مع تناول وجبات من الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته.
وبخصوص الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية “ذا لانست”، أشار حمضي، إلى أنه تم تسجيل 2.1 وفاة لكل مائة ألف نسمة في منطقة “مينا”، مؤكدا أن هذا الرقم أقل بكثير من الأرقام المسجلة في أوروبا الغربية، وفي استراليا وأمريكا الشمالية.
وتابع أن انخفاض هذه الأرقام في منطقة “مينا” راجع بالأساس لعدة أسباب، من بينها أن الساكنة في المنطقة هي ساكنة شابة، والوفيات بسبب الحرارة تكون أقل، بالإضافة إلى أن سكان المنطقة لديهم خبرة في كيفية التكيف مع موجات الحرارة.
وقال حمضي، إنه بالرغم من هذه الدراسة إلا أن الأرقام غير دقيقة في بعض الدول في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، عكس ما يقع في القارة الأوروبية، وفي أمريكا الشمالية.
وأكد حمضي، أن الدراسة توقعت بأن نسبة متوسط الوفيات المرتبطة بالحرارة سترتفع في المستقبل بشكل كبير، في حال ظلت التوجهات الحرارية على حالها، مشيرا إلى أن الأرقام المسجلة توضح بالملموس خطورة التغيرات الحرارية وتأثيرها على الإنسان.