دراسة تربط بين أمراض السرطان ومختلف أنواع السمنة وسط النساء والرجال

أظهرت دراسة حديثة تحذيرات بشأن العلاقة بين أشكال السمنة الأيضية الصحية وغير الصحية وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

الدراسة قام بها فريق من الباحثين بقيادة جامعة لوند في السويد، تم خلالها تتبع حالات السمنة المرتبطة بمضاعفات التمثيل الغذائي، والتي تعرف عادة بـ”السمنة الأيضية غير الصحية”، بالإضافة إلى التقارير المتعلقة بالأشكال “الصحية” للسمنة التي لا تؤدي إلى أي آثار استقلابية ضارة.

وتوصلت النتائج التي تم تقديمها في المؤتمر الأوروبي للبدانة في دبلن إلى أن نوع التمثيل الغذائي لدى الأشخاص المصابين بالسمنة يلعب دورًا مهمًا في تقدير مخاطر الإصابة بالسرطان.

ولا توجد تعريفات عالمية متفق عليها للصحة الأيضية المثلى، ولكن الدراسات السابقة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بحالة تمثيل غذائي صحية يكون لديهم القدرة على استجابة الجسم للغذاء بشكل مفيد، مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والكبد الدهنية.

وكشفت الدراسة أن حفاظ الأشخاص المصابين بالسمنة على تمثيل غذائي صحي يحميهم من الآثار الضارة لزيادة الدهون في الجسم.

في نفس السياق أشارت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة National Cancer Institute، إلى كون مجموعة من الباحثين قاموا بتحليل كيفية ارتباط مؤشر كتلة الجسم والحالة الأيضية لأكثر من 797 ألف فرد أوروبي بخطر الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض السرطان. وهو ما مكن الباحثين من تطوير مؤشرات استقلابية تشمل ضغط الدم ومستوى الجلوكوز في البلازما والدهون الثلاثية لتقييم الحالة الأيضية الصحية وغير الصحية.

وقام الباحثون المشرفون على الدراسة بتقسيم المشاركين إلى ست فئات؛ السمنة الأيضية غير الصحية، والسمنة الأيضية الصحية، وزيادة الوزن غير الصحية الأيضية، وزيادة الوزن الصحي الأيضي، والوزن الطبيعي غير الصحي من الناحية الأيضية، والوزن الطبيعي الصحي الأيضي.

وأظهرت النتائج أن السمنة الأيضية غير الصحية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبنكرياس وطبقة الرحم والكبد والمرارة وسرطان الكلى، مقارنة بالوزن الطبيعي الصحي الأيضي.

فيما يتعلق بالنساء، فقد كشفت الدراسة تعرض اللواتي يعانين من السمنة غير الصحية من الناحية الأيضية لزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 21%، وزيادة خطر الإصابة بسرطان طبقة الرحم بثلاثة أضعاف، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى بمقدار 2.5 مرة، مقارنة بالنساء الأصحاء من الناحية الأيضية وذوات الوزن الطبيعي.

أما بالنسبة للرجال، فقد زاد خطر الإصابة بسرطان الكلى للأفراد غير الصحيين من الناحية الأيضية والذين يعانون من السمنة بمقدار 2.6 مرة، وزاد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 85%، وزاد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والمستقيم بنسبة 32%. كما أشار الباحثون إلى أن السمنة المصحوبة بمضاعفات التمثيل الغذائي تزيد من خطر الإصابة بسرطانات الرجال المرتبطة بالسمنة بشكل أكبر مما هو متوقع من خلال العوامل الخطرية الفردية.

وأوضح الفريق أن هذه النتائج لها تأثيرات هامة على الصحة العامة، وتشير إلى إمكانية الوقاية من السرطانات المرتبطة بالسمنة من خلال التركيز على التدخل في تحسين التمثيل الغذائي ومكافحة السمنة.

وخلص الباحثون إلى أن كون الفرد غير صحي من الناحية الأيضية يزيد من خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة بشكل عام، وبالتالي يشيرون إلى أن السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي تعتبر هدفًا مهمًا للوقاية من السرطان المرتبط بالسمنة.