

استقبل عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني صباح اليوم الثلاثاء، السيد كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي المعروف اختصارا ب FBI.
وقد كشفت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في بلاغ نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الثلاثاء، أن هذه الزيارة تعد هي الثانية في برنامج العمل المشترك القائم حاليا بين المؤسسة الأمنية المغربية والوكالات الفيدرالية الأمريكية لتطبيق القانون، وذلك بعد الزيارة السابقة التي أجراها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر يونيو 2022، والتي التقى فيها بمديرة أجهزة المخابرات الأمريكية السيدة أفريل هاينز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.
وتنبع أهمية هذه الزيارة من خلال المواضيع الحساسة والرهانات الجيو استراتيجية التي تناولها الاجتماع المشترك بين عبد اللطيف حموشي وكريستوفر راي خلال زيارته الحالية للمغرب، والتي ارتكزت أساسا على “استعراض التهديدات الإرهابية الناشئة والتحديات الأمنية المرتبطة بالعديد من الظواهر الإجرامية العابرة للحدود الوطنية”، فضلا عن تنسيق الجهود المشتركة بين الطرفين “لرصد ومواجهة حركية المقاتلين في التنظيمات الإرهابية عبر المنافذ الحدودية، وتبادل المعلومات بشأن هؤلاء المقاتلين، وتدعيم التعاون العملياتي لمكافحة التهديدات المرتبطة بالأسلحة الكميائية والبيولوجية والنووية، علاوة على توسيع نطاق التعاون الثنائي المتميز في مجال مكافحة الإرهاب ليشمل منطقة الساحل”.
ولفهم أهمية ومقاصد هذه الزيارة، وتحديد رهاناتها على المستوى الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي، ينبغي أولا قراءة دلالاتها على ضوء الشهادة الأخيرة التي أدلى بها كريستوفر راي بتاريخ 17 نونبر 2022 أمام لجنة للكونغرس، والتي كانت تبحث في التهديدات العالمية التي تواجه أمن واستقرار الولايات المتحدة الأمريكية.
فقد أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي خلال هذه الشهادة أمام لجنة المشرعين الأمريكيين أن “أهم ما يميز الفترة التي تولى فيها إدارة مكتب التحقيقات الفيدرالي هي تعدد وتنوع التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الهجمات الإرهابية تكتسي الألولية بالنسبة لهذا الجهاز”، مضيفا “أن أكبر عنصر تهديد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد هو الذئاب المنفردة، سواء تعلق الأمر بالتهديدات الإرهابية المحلية التي يقوم بها أشخاص محليين تقودهم مصالح فردية، أو تهديدات خارجية لإرهاب دولي تقوده توجهات عقائدية.”
واستطرد كريستوفر راي شهادته “أما خارج الولايات المتحدة فإن الدولة الإسلامية والقاعدة لازالتا تؤثران في أتباعهما وتدعوان إلى القيام بعمليات إرهابية ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا أن القاعدة تحاول إعادة لم شملها والعودة من جديد خاصة في أفغانستان، ومؤكدا أن قدرة مكتب التحقيقات الفيدرالي على جمع المعلومات على المستوى الميداني في أفغانستان قد نقصت بشكل كبير، وهو ما يدعو إلى الاستمرار في التعاون مع الشركاء حول العالم، واستعمال جميع الأدوات التي ستمكن من مواجهة هذه التهديدات”.
وبالاعتماد على هذه الشهادة، تظهر رهانات وتطلعات كريستوفر راي من لقائه بعبد اللطيف حموشي، على اعتبار أن المسؤول الأمريكي جاء للمغرب وهو يحمل معه دفتر تحملات كبير يتمثل في الحرب العالمية ضد الإرهاب، والمستجدات المتنامية التي يعرفها التهديد الإرهابي، وهي الرهانات التي لا يمكن كسبها إلا من خلال الاستعانة بالخبرة المغربية المتميزة التي يوفرها عبد اللطيف حموشي في مجال مكافحة الإرهاب.
كما تبرز كذلك هذه الزيارة الأهمية الجيواستراتيجية للمملكة المغربية ضمن أولويات الحكومة الفيدرالية الأمريكية. فأن يناقش كريستوفر راي مع عبد اللطيف حموشي آليات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، والحلول التقنية لمواجهة مخاطر الإرهاب الكيميائي والإشعاعي والبيولوجي.. فهذا يؤكد من جهة أولى متانة التعاون المغربي الأمريكي في المجال الأمني، كما يؤشر مرة أخرى على القوة التي تحظى بها المملكة المغربية على الصعيد الاقليمي والجهوي.
وفي سياق متصل، فتأكيد كريستوفر راي على أن أمريكا تحتاج لدعم حلفائها لمحاصرة مخاطر التهديد الإرهابي بشقيه الوطني والدولي، يؤكد بجلاء أن المغرب ممثلا في قطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أضحى يشكل مرجعا أساسيًا وحليفا استراتيجيا في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين.