

هناك تعريف فرنسي يجعل من «الحقد غضب الضعفاء» على حد قولة ألفونس ضوضي.. وهذا ما نشاهده لدى كل الحاقدين على المغرب.. أغلبهم فشلوا في تركيعه، فما كان منهم سوى تحويل الضعف الملحوظ إلى شعور بالحقد.
كما هو نظام العسكر الجزائري، الذي جعل من أحقاده على المغرب سيرة ذاتية مُحْكمة…
وقد اختارت فرنسا أن تستثمر في هذا الحقد، وتقربت من قصر «المرادية».. ومن سكانه، أو مكتريه من العسكر. ولم تُخْف باريس هذا الاختيار، بالرغم من التحقير الذي مارسه رئيسها إيمانويل ماكرون عندما اعتبر أنه «لم تكن هناك أمة جزائرية قبل 1962». وبالرغم من التصغير الذي مارسه في حق الرئيس عبد المجيد تبون، الذي وصفه بـ«رهينة النظام العسكري»، بما يوحي أنه عاجز ومستلب الإرادة.. فقد وضعت يدها في يد العسكر واستقبلت الجنرال سعيد شنقريحه ووقعت معه صفقة الأسلحة..
الحقد هو الشعور الوحيد الذي تجِده نخبة العسكر الحاكمة مناسبا لمواجهة تفوق المغرب..وفرنسا تعتقد بأنها ستربح من وراء اقتصاد الحقد الذي تستثمر فيه.. وفي الوقت ذاته حركت كل أذرعها الإعلامية والبرلمانية في بلادها وفي أوروبا من أجل الإضرار بالمغرب.
وتابعنا كلنا كيف كانت فرنسا تحرك الأغلبية البرلمانية التي ينتمي إليها حزب الرئيس ماكرون من أجل التشهير بالمغرب وإصدار القرارات المناهضة له، بل دفعت البرلمان الأوروبي إلى مهاجمة المغرب وتشويه سمعة مسؤوليه، ومؤسساته من القضاء إلى الأمن إلى الديبلوماسية.. ولم تراهن فقط على الدول المارقة، في شمال إفريقيا، بل سارعت إلى الاستثمار في الأشخاص، الذين يعلنون صباح مساء حقدهم على المغرب ويتغذون به ومنه.
ويكفي أن نتابع ما أصبح يعرف بمنشور المؤتمر الدولي حول الصحراء.. ونقرأ لائحة الموقعين، فلن تجد واحدا أو واحدة منهم لم تعبر عن الضغينة والكراهية للمغرب، بدءا من صاحبة المبادرة خديجة فنان محسن ووصولا إلى الإسباني سامبريرو الذي يدبج المقالات بدون احترام أبسط أدبيات المهنة..
لا حاجة للتأكيد أن فرنسا التي تقف وراء «الهدية» المقدمة إلى نظام العسكر، تسعى من ورائها إلى سحب البساط من مجلس الأمن بعد أن أصبحت أمريكا القوة الأساسية في الملف المتعلق بالصحراء من أنصار المغرب، وفرنسا لم تجد الشجاعة للتعبير عن ذلك بوضوح وبوجه مكشوف، واختبأت وراء .. الحقد والحاقدين.
ولعلها المرة الأولى في تاريخ الديبلوماسية التي نشاهد فيها دولة نووية تلجأ إلى استعمال حقد الآخرين لتمرير سياستها! طبعا هذا لا يعني أنها تقف عند استعمال حقد الحاقدين، بل يعني أيضا أنها نفسها عرضة لهذا الشعور، منذ أن طُردت من إفريقيا اقتصاديا وعسكريا ولغويا وديبلوماسيا ونسبت شعور الأفارقة الغاضب منها إلى المغرب وعاهله!