إقتصاداخبار المغربمستجدات

ذي إيكونوميست: رؤية الملك محمد السادس تحوّل المغرب إلى منصة عالمية للتجارة والصناعة

الخط :
إستمع للمقال

أكدت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يرسخ مكانته كقوة صناعية وتجارية صاعدة، بفضل رؤية استراتيجية واستثمارات ضخمة غيرت موقعه في الاقتصاد العالمي.

وأوضحت المجلة، في مقال نشر أمس الخميس 05 شتنبر 2025 بعنوان “المغرب أضحى قوة تجارية وصناعية”، أن المملكة نجحت منذ سنة 2020 في جذب ما يقارب 40 مليار دولار من الاستثمارات الصناعية الجديدة، لتصبح من أبرز المستفيدين على الصعيد الدولي.

وأضافت أن الصادرات المغربية ارتفعت بنحو الثلثين خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما يعكس نجاح السياسات الاستثمارية التي يقودها الملك محمد السادس.

وذكرت الصحيفة بأن الحكومة المغربية راهنت على البنيات التحتية الكبرى في مجالات الطاقة والموانئ والطرق والسكك الحديدية، حيث خصصت ما بين 2001 و2017 ما بين 25 و38 بالمائة من ميزانيتها السنوية لهذه المشاريع، وهو معدل يعد من بين الأعلى عالميا.

هذه الاستثمارات أثمرت مشاريع رائدة، مثل القطار فائق السرعة على الساحل الأطلسي، وميناء طنجة المتوسط الذي يتوسع باستمرار ليتحول إلى منصة لوجستية عالمية، حيث تنطلق منه بواخر نحو أوروبا محملة بالسيارات والمكونات الصناعي، كما تحتضن القنيطرة مناطق صناعية تستقطب شركات كبرى مثل ستيلانتيس ولير وفوريشيا ونكستيار.

وأشارت “ذي إيكونوميست” إلى أن المغرب استفاد من اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي منذ سنة 2000، ثم مع أزيد من 60 دولة، ما ساعد على جذب شركات عالمية كبرى في صناعة السيارات، من بينها رونو وستيلانتيس. وقد شجعت هذه الدينامية بدورها موردين مثل شركة يازاكي اليابانية على الاستثمار بالمملكة.

وأضافت المجلة أن المغرب أصبح خلال السنة الماضية أول مصدر للسيارات وقطع الغيار نحو أوروبا متقدما على الصين واليابان، وهو إنجاز يسعى لتكراره في قطاعات أخرى مثل الطيران والصناعات الدوائية.

ففي قطاع الطيران، تنتج شركة سيمرا بالقنيطرة أجزاء موجهة لإيرباص وبومباردييه وسافران، بما يمثل 5 في المائة من قيمة طائرة A320، كما تساهم ألستوم بمدينة فاس في صناعة مكونات كهربائية وكابلات سككية.

ولفتت المجلة إلى أن الاستثمارات الصينية تشهد بدورها زخما متزايدا، إذ أعلنت شركات صينية عن مشاريع تفوق 10 مليارات دولار في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات، وهو ما يمثل 5 في المائة من مجموع الاستثمارات العالمية المرتبطة بمبادرة “طريق الحرير الجديدة” خلال العامين الأخيرين.

إلى جانب ذلك، أشارت المجلة إلى الموقع الجغرافي المتميز للمغرب كبوابة بين أوروبا وإفريقيا، مبرزة دوره في مشروع أنبوب الغاز الضخم مع نيجيريا الذي سيمتد لأزيد من 5600 كيلومتر عبر 11 بلدا. كما أصبح القطب المالي للدار البيضاء منصة إقليمية تستقطب شركات عالمية مثل بوسكو الكورية وإنجي الفرنسية.

واختتمت “ذي إيكونوميست” مقالها بالتأكيد على أن هذه الدينامية الاستثمارية، إلى جانب الموقع الاستراتيجي والسياسات المشجعة على الاستثمار، تجعل من المغرب قطبا صناعيا وتجاريا لا غنى عنه، قادرا على استقطاب أوروبا وإفريقيا وآسيا، وتعزيز حضوره في الساحة الاقتصادية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى