الأخبارمجتمعمستجدات

رئيس الحكومة مطالب بالدفاع عن مصداقية المؤسسات و عن المشروعية الديموقراطية وإلاَّ.. بنكيران “يقطر الشمع”، على اخنوش ويتهمه ضمنيا بالاستفادة من تزوير الانتخابات لفائدته..!

الخط :
إستمع للمقال

في المعركة التي تواجَهَ فيها مع عزيز اخنوش، اجتهد عبد الاله بنكيران، في البحث عن مساحات بين السطور لتمرير رسائل ومضامين، تتجاوز بكثير المشاداة الكلامية بينه وبين زعيم التجمع الوطني للأحرار.

ونكاد نجزم أنها عادته، وأن الرسائل المشفرة لم تكن لها، كالعادة ، علاقة بظاهر الموضوع، وهو الرد على اتهامه بأنه أخفى معلومة القرار الجزائري الخاص بإغلاق أنبوب الغاز الذي يمر بتراب بلادنا.(انظر مقالا في الموضوع على برلمان.كوم) و كما تعود الرئيس الأسبق للحكومة، والامين العام لـ«حزب العدالة والتنمية» ، في كل «لايف» أو في كل سجال مع مكونات الطبقة السياسية، لم يقاوم الرغبة الدفينة والماكرة في «تلغيم» كلامه بخطاب ضمني أكبر بكثير من النيران التي أطلقها ضد خصمه، في الحكومة وفي السياسة.

فقد خاطب عبد الاله بنكيران خصمه وغريمه وحليفه سابقا بالقول :«هل تصدق بأن كلَّ الأصوات التي حصلتَ عليها هي أصواتك،هل أنت متقين tu es sûr؟ يعني هل الامر كما تتصوره «هاد القضية كاتبان ليك»وكيف فعلتَ ذلك، الانتقال من 300 الف صوت الى 2 مليونين ومائتي او ثلاثة ماءة الف صوت… كيف دير تي ليها. من تكون؟ هل أنت «نيلسون مانديللا» ؟ انت مجرد انسان أعطيت للناس وعودا يبدو أنها غير قابلة للتطبيق.. وربما «وزعتي شويا ديال لفلوس..» ..

لا يترك عبد الاله بنكيران هامشا كبيرا لحسن النية فيما يقوله، ولا هامشا للنوايا البيضاء في سجاله ، بل تتضح في كلامه طبقات من المواقف السياسية الجذرية والخطيرة التي تمس البنيان كله، بما يتجاوز الموقف من «اخنوش» ومن شخصه، إلى العملية الديموقراطية برمتها. وهذه المستويات هي على التوالي:
1ـ في السؤال الاستنكاري،«هل تصدق بان كل الاصوات التي حصلت عليها هي اصواتك،هل انت متقين؟»
ما يفيد، من ظاهر الكلام قبل باطنه :
ـ أن الاصوات التي بوأت حزب الاحرار بزعامة اخنوش ليست كلها اصوات حصل عليها عن جدارة واستحقاق
ـ أن اصواتا أخرى ليست له وضعت في حسابه، وبالنسبة لمن يعرف طريقة احتساب الأصوات فهذا معناه أن المحاضر، التي تتضمن الارقام الخاصة بكل حزب، قد تم التلاعب بها لفائدة حزب اخنوش..
ـأن في مجموع الاصوات أصواتا أضيفت له، بدون أن يحدد لنا من أين جاءت، وعليه فإن يدا غير يد الناخبين أدلت باصوات اضافية
وهذه اليد ، كما قد نُخمِّن هي يد من يشرف على الاقتراع، ولا يمكن ان تكون سوى يد الدولة، في شخص المشرفين على الصناديق أو في شخص المشرفين على الانتخابات جملة وتفصيلا..
فلا يمكن أن نتصور، مثلا أن الاصوات الاضافية قد «تبرَّع» بها حزب آخر للحزب الذي نال المرتبة الاولى ..
ماذا يريد بنكيران أن يقول ؟
ويريد بنكيران، الذي كان خروجه الاول،عقب اعلان النتائج، خروجا يُسلِّم بها ويُحمِّل مناضلي حزبه والناشطين فيه قسطا غير يسير من مسؤولية الهزيمة الكبيري التي مُنِي بها الـ«بيجيدي»، أن يسقط البناء برمته، ويُحمِّل اطرافا لم يُسمِّها لكن يمكن تخمينها بالعمل على «تكييف» النتيجة لفائدة عزيز اخنوش وحزبه.
ـ2ـ أما في السؤال الذي يليه ، يعني « هل الامر كما تتصوره «هاد القضية كاتبان ليك»و كيف فعلت ذلك الانتقال من 300 الف صوت الى 2 مليونين ومائتي او ثلاثة مائة الف صوت»، فهو يستكثر على غريمه القدرة للانتقال من عدد 300 الف صوت، في انتخابات 2016 إلى عدد مضاعف له خمس مرات تقريبا في 2021… وهو بمعنى آخر، يشير إلى أن هناك من غَّير النتيجة لفائدته، وأسهم في الرفع من عدد الاصوات بطريقة ، لا شك أنها غير سليمة وانها مقصودة لضمان الفوز لحزب الاحرار الذي يرأسه عزيز اخنوش..
وحتى احتمال أنْ يكون عزيز اخنوش قد حاز ما حازه بفضل كريزماه الشخصية أو ببعض المجهود التواصلي، يرى بنكيران أنه غير ممكن.. لا يمكن لعزيز اخنوش ان يحقق ما حقق من قفزة كمية كبيرة في الأصوات بفضل مجهوده الشخصي، لأنه ليس….نيلسون مانديلا !
ـ3ـ من أنت لتفوز بما فزت به؟. يستاهل مستنكرا عبد الاله بنكيران. ووظيفة السوال الاستنكاري هنا،هي وظيفة تبخيس وتعجيز عن شيء صار من معلومات السياسة في المغرب، ويفنده زعيم البيجيدي.
ـ حقيقة، يسعى بنكيران الى حرمان عزيز اخنوش من نتائج حازها حزبه في الانتخابات، وعليه فهو يلمح الى أن حزبا واحدا قادرا على هذه النتيجة هو حزب البيجيدي بقيادته. والخلاصة ا أنه ينزع عن رئيس الحكومة اي كاريزما، استثنائية..
الأكثر من ذلك، لا يقف عند حد «كسر عظامه» بتحقير قدراته التنافسية في الاقتراع، بل يريد من ذلك أن يعود الى ما سبق قوله، قبل الانتخابات وقبل تعيين زعيم الاحرار رئيسا الحكومة، في «اللايف» الشهير ، الذي استكثر عليه ان يكون رئيس حكومة. وقد قال وقتها بأن «اخنوش» لا يصلح رئيسا للحكومة.
ونحن ،مرة أخرى أمام استمرارية في الاستخفاف برئيس الحكومة،لكن بِمُضْمر يفوق المضْمر السابق، حيث لا يكتفي برسم بورتريه له يظهر فيه عجزه الشخصي عن قيادة الحكومة والفوز بالانتاخابات، بل يتضمن كلامه االتلميح الى وجود «يد خفية»ساعدته في ما فعله..
ـ4ـ عندما يُسلم عبد الله بنكيران، لأخنوش ببعض الميزات الذاتية والشخصية،لايرى له سوى:توزيع المال والوعود … الوعود غير قابلة للتطبيق!
وخلاصة الهجوم أن الرجل لا يملك في نظر غريمه كاريزما شخصية، ولا قدرة سياسية فارقة يمكنها أن تنتقل به من رتبة الى اخرى في سلم الاقتراع العام ،وأن أقصى ما يملكه هو المال والوعود، أي بيع الوهم وشراء الأصوات !
عودة بنكيران الى الانتخابات، بعيدا عن اخنوش، هي امتداد لدعوته السابقة الى تغيير الحكومة، عبر اجراء انتخابات سابقة لأوانها في ظرف لا يتعدى سنة أو سنة ونصف.
ويبدو أنه انتقل إلى التشكيك في أحقية زعيم الاحرار بقيادة حكومة ما بعد 8 شتنبر، وذلك عبر التشكيك في نتيجة حزبه خلال الانتخابات السابقة.
الموضوع صار أكبر منهما معا، ورئيس الحكومة مطالب بالجواب حتميا، ليس دفاعا عن نفسه ، بل عن مؤسسات الدولة وعن المشروعية الديموقراطية لانتخابات 8 شتنبر وعن المشروع الديموقراطي برمته، وإلا فإنه مطالب بالفعل ان ينحسب من ساحة لا يعمل على تأمين مصداقيتها أمام الرأي العام الوطني والخارجي معا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى