رئيس فيدرالية المتقاعدين لـ”برلمان.كوم”: حكومة أخنوش “تجردنا” من المواطنة وتحايل علينا

يتزامن حلول فاتح ماي، عيد الشغل الأممي، هذا العام (2025) في المغرب مع واقع مرير تعيشه شريحة واسعة من المتقاعدين، أولئك الذين أفنوا أعمارهم في خدمة مختلف القطاعات، فبينما يحتفل العالم بتكريم جهود العمال ونضالاتهم من أجل حقوقهم، يجد العديد من المتقاعدين المغاربة أنفسهم في طي النسيان، يعانون من تهميش وإقصاء يطال جوانب حياتهم المختلفة، بدءا من معاشاتهم الهزيلة التي لا تكفي لسد الحاجيات الأساسية، مروراً بغياب الخدمات الاجتماعية التي تحفظ كرامتهم، وصولا إلى تجاهل مطالبهم المشروعة في الحوارات الاجتماعية.
وهذا التزامن الذي وصفه متقاعدون بـ”المؤلم” يسلط الضوء بشكل قاس على الفجوة بين الاحتفاء بقيمة العمل في يومه العالمي، والواقع الصعب الذي يواجهه من أفنوا حياتهم في هذا العمل، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف مهمشين ومحرومين من ثمار جهودهم.
وفي هذا الصدد، عبّر، بالمصطفى البويهي، رئيس فيدرالية المتقاعدين بالمغرب، في تصريح لموقع “برلمان.كوم” عن استيائه العميق وتذمره الشديد من تعامل الحكومة مع شريحة المتقاعدين، واصفا وضعهم بأنه “لا يرد في اهتمامات الحكومة”، وذهب البويهي إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن الحكومة “جردت” هذه الفئة التي أفنت سنوات عمرها في خدمة الوطن من “حق المواطنة”، مؤكدا أن هذا الحق يستلزم “العيش الكريم” الذي تفتقده غالبية المتقاعدين.
وكشف رئيس الفيدرالية عن معاناة طويلة ومستمرة، قائلا: “نحن 27 سنة من التقاعد والمعاشات مجمدة، وحوارات ماراثونية لا يتم إدراج المتقاعدين في الحوار، وليس هناك أي خدمات اجتماعية، ولا يتم الاكتراث لملف المتقاعدين”، وأشار بغضب إلى “الزيادات المتتالية في العديد من القطاعات” التي تم تجاهل المتقاعدين فيها بشكل تام، معتبرا ذلك “تنكرا لخدمات هذه الفئة لأجل بناء الاقتصاد الوطني والمؤسسات”.
واتهم البويهي الحكومة بـ “نهج الهروب إلى الأمام” و”التحايل على المتقاعدين”، واصفا إعلان الحكومة عن “إعفاء المعاشات من الضريبة” بأنه “كذبة إبريل”، موضحا أن هذا الإجراء “لا يمس 98 في المائة من المتقاعدين”، وأن المستفيدين الحقيقيين هم فقط “ذوو المعاشات الكبيرة”، بينما بقي أغلب المتقاعدين محرومين من هذا “الإعفاء الكاذب”.
وانتقد بشدة إقصاء وضعية المتقاعدين من الحوار الاجتماعي، معتبرا أن حديث الحكومة عن “إصلاح صندوق التقاعد” يجب أن يشمل المتقاعدين “بالدرجة الأولى”، وحذر البويهي من أن “المتقاعدين يعيشون وضعية مزرية”، وأن “الذين ستتم إحالتهم على التقاعد سيتم إعدامهم بعد حصولهم على التقاعد” في إشارة قوية إلى صعوبة العيش بالمعاشات الحالية.
ووجه رئيس فيدرالية المتقاعدين رسالة قوية إلى الحكومة، مؤكدا أنهم لن يستسلموا وسوف “يناضلون وسيموتون واقفين من أجل حقوقهم”، الأمر الذي خلق حالة من الغضب والاحتقان التي تسود أوساط المتقاعدين في المغرب، والذين يشعرون بالتهميش والإجحاف بعد سنوات طويلة من العطاء والخدمة.