

بعد عناء مع المرض اللعين، غادرنا الأخ العزيز توفيق مصباح الذي كان قيد حياته سكرتير التحرير لأسبوعية “الوطن الآن” وجريدة “أنفاس بريس”، أسلم الروح لباريها، عاش رحمه الله إنسانا فاضلا، نصوحا وخدوما ومات أبيا وشامخا وكان توفيق رحمه الله مثال العمل الدؤوب والإصرار العنيد والمثابرة التي لا طالما جلبت له حب وتعاطف زملائه وأصدقائه وكل من عرفه وعاشره.
أنهى توفيق حياته في مهنة المتاعب.. انطلاقا من شعوره وإيمانه بنبل الرسالة الإعلامية التي طوقت عنقه وكان رحمه الله مثال الصحفي الخلوق والنزيه بسلوكه القويم في ممارسة المهنة.
لست هنا في موقع الشهادة للفقيد أو لتعداد مناقبه وسلوكياته والصفات الجيدة التي تحلى بها في حياته، فلا يمكنني مهما فعلت أن أوافيه حقه، لقد فارق الحياة بعد فترة من العطاء تاركا بعد عناء مع المرض سيرة مائزة وذكرى طيبة وروحا نقية وميراثا من الخلق الرفيع.
في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفناه في صديقنا كان هو نمط حياته فمهما حاول الموت أن يبعده فهو لن يمحي ذكراه فيعز علينا فراقه في وقت نحتاج فيه إلى أمثاله في العطاء من الإعلاميين والجمعويين الأوفياء والصادقين.
فمهما سطرت من حروف حزينة باكية لن نوفيه حقه لما قدمه من عطاء ووقت وجهد وتفان في سبيل الإخلاص لعمله ولعلاقاته بمعنى الكلمة.
وكانت له غيرة كبيرة على التراث المغربي اللامادي من خلال آلة لوتار هذه الآلة المغربية الأصيلة، صنعا وابتكارا وإيقاعا، فتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه آمين.