رمضانيات ساخرة.. تبون إسبانيٌّ أكثر من الإسبانيين وفلسطينيٌّ أكثر من الفلسطينيين وأوروبي أكثر من الأوروبيين وروسي أكثر من الروسييين.. إلا جزائري مثل الجزائريين! – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

20:30 - 24 مارس 2023

رمضانيات ساخرة.. تبون إسبانيٌّ أكثر من الإسبانيين وفلسطينيٌّ أكثر من الفلسطينيين وأوروبي أكثر من الأوروبيين وروسي أكثر من الروسييين.. إلا جزائري مثل الجزائريين!

برلمان.كوم - بقلم: محمد العربي الشلح

ما ليس في العنوان أعلاه ما هو في حكم السخرية المبالغ فيها أو التنكيت الجارح. اذ يكفي أن يقرأ الواحد والواحدة منا حوارات عبد المجيد تبون ، لكي يكتشف أن ما نقوله صادق وواضح وقد ورد على لسانه.
فهو قد صرح في حواره الأخير مع قناة الجزيرة (وسنعود إليها في المستقبل) أن المشكلة التي تعيشها الجزائر حول قضية الصحراء مع اسبانيا تنحصر في رئيس الحكومة بيدرو سانشيز. وذهب به الخيال الجامح الى أن اعتبر بأن هذه الحيلة انطلت على اسبانيا كلها، بحيث أن بيدرو سانشيز أرسل الرسالة الشهيرة له في مارس من العام الماضي بدون علم أي كان في اسبانيا!!!
لا الملك فيلبي السادس ولا حزب الاشتراكي العمالي الاسباني ولا باقي الاحزاب الحليفة، وربما ربما يكون قد أرسلها بدون علمه هو نفسه أي لا علم لبيدرو نفسه بالموقف الإسباني الشجاع…!
لنركز جميعا: الرسالة، التي اتخذ فيها سانشيز موقفا مشرفا لبلاده ولنظامها السياسي ولتاريخها ازاء قضية الصحراء في نظر الرئيس الجزائري لا علم لأحد بها!!!
وبالتالي فإن الرئيس تبون هو الوحيد الذي عرف هذا السر وهو الوحيد الذي كشف اللغز، على طريقة المفتش «غادجيت» الشهير!
ومن هنا نستنتج بدون الحاجة الى السحر بأن عبد المجيد تبون هو اكثر إسبانية من الإسبانيين…
الرجل تاه وتماهى إلى درجة حلَّ في الاسبانيين وحل محلهم.
وهو صار يعرف تفاصيل موقف حكومتهم أكثر من كل الإسبان،..
ولعل الرئيس تبون القائم بالأعمال المدنية في دولة العسكر، لم يشعر بزن تصريحا مثل هذا لايفي بالغرض فزاد عليها قوله إن اسبانيا ما زالت هي الدولة «المديرة » في الصحراء، بالرغم من أنفها. وبالرغم من أن العالم كله يعرف أنها تخلصت من هذه الصفة في رسالة رسمية الى الأمين العام للأمم المتحدة منذ فبراير ١٩٧٦. بعد الاتفاق الثلاثي المغربي الاسباني الموريتاني، فإن الرئيس تبون يصر بأنها ما زالت كما كانت ما قبل المسيرة الخضراء والاتفاق المذكور اعلاه!
ومايعرفه العالم كله هو أن بعضا من انصار أوهام قصر المرادية ودميته قد طرحوا السؤال على الخارجية الإسبانية غير ما مرة وكان الجواب هو وحده وهو نفسه: لسنا الدولة المديرة في الصحراء منذ أربعين عاما!
لكن الرئيس تبون له رأي آخر، فهو يصر بأنه اسبانيٌّ أكثر من الإسبانيين حتى في التاريخ الحديث لإسبانيا..
وفي كل موضوع يتحدث فيه تبون نجد أنه أكثر حماسا من أهله: ففي قضية فلسطين، دفعه حسابه المغلوط ضد المغرب إلى أن كان ضد الفلسطينيين أمام الأمم المتحدة، عندما عارض بيانا تضامنيا تقدمت به ممثلية فلسطين في الأمم المتحدة ضد اسرائيل، فقام ممثل الجزائر معارضا ، للقرار الاممي، لأن فيه إشادة بملك المغرب رئيس لجنة القدس!!!!
وهو بهذا الموقف كان يضع نفسه فوق الفلسطينيين وأكثر منهم فلسطينية في قضية تهمهم بالدرجة الأولى ووصيا على بياناتهم وقراراتهم .. ولن نعود الى الفشل الذريع الذي لاحقه في القضية عندما علم الجميع بأن مهزلة الوحدة الفسلطينية التي وضفها سابقا كانت بلا غد لأن الفسلطينيين اكتشفوا بأنه يريدها في حربهم ضد الجار الغربي..!
ومن غرائب تبون أنه أعلن في حوار مع إعلام بلاده منذ اسابيع قليلة بأن الديموقراطية الأوروبية ولدت في الجزائر!
وهاهي الجزائر العسكرية تصبح مهد الديموقراطية التي تعلمها الاوروبيون من بلاد تبون، وأنه هو الراعي الرسمي للديموقراطية في القارة العجوز وأنه بذلك كان أوروبيا أكثر من الاوروبيين، اكثر من البرتغاليين واكثر من اليونانيين، القدامى منهم والمحدثون، وأكثر من البريطانيين في الديموقراطية!
وعبد المجيد تبون أعلن في حوار الجزيرة، من طرف واحد بأنه الأكثر قوة لحل المشكلة بين الروس والاوكرانيين، وبدون أن يرف له جفن أعلن أمامهم بأنه على جمعهم لقدير، لأنه ببساطة هو الأجدر بنهاية الحرب وهو القادر على فهم الروس والاوكرانيين وما يريده كل واحد منهم من هذه الحرب.!
لنترك السخرية التي واجهه بها العرب والجزائريون من بني جلدته، عندما قارنوا بين عدائه لجاره وبحثه عن السلم في بحر قزوين وعلى ضفاف البحر الاسود، ولنسأل: إذا كان تبون إسبانيٌّ أكثر من الإسبانيين وفلسطينيٌّ أكثر من الفلسطينيين وأوروبي أكثر من الاوروبيين وروسي أكثر من الروسييين.. لماذا يشعر العالم أنه ليس جزائريا ومع الجزائريين في معاناتهم مع الحليب والزيت والخبز، ومع السفر والتعبير والحياة العادية !

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *