شخصيات تاريخية.. من يكون عمر المختار ''أسد الصحراء'' وقائد المقاومة الليبية؟ – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

11:00 - 3 أبريل 2022

شخصيات تاريخية.. من يكون عمر المختار ”أسد الصحراء” وقائد المقاومة الليبية؟

برلمان.كوم

يعد عمر المختار الملقب قيد حياته بـ”أسد الصحراء” الذي كان من أبرز رموز مقاومة الاستعمار الإيطالي في ليبيا، من بين الشخصيات، التي طبعت التاريخ الإسلامي العربي، لذا اخترنا ضمن هذه السلسلة الرمضانية على موقع ”برلمان.كوم”، تقديم لمحة عن مسيرته التاريخية.

ولادة ونشأة عمر المختار

ولد عمر بن المختار عام 1862 في قرية زاوية جنزور في برقة شرقي ليبيا، وتوفي والده وهو صغير، واتجه منذ طفولته لتعلم القرآن في زاوية القرية، وتوجه بعد ذلك إلى واحة جغبوب، معقل الدعوة السنوسية، حيث درس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية على أيدي كبار مشايخ الدعوة، وعلى رأسهم المهدي السنوسي.

وخلال سنة 1897 كلفه المهدي السنوسي بأن يكون شيخا لبلدة تسمى زاوية القصور بمنطقة الجبل الأخضر، وقد حصل في تلك الفترة على لقب “سيدي”، الذي لم يكن يحظى به إلا شيوخ الحركة السنوسية الكبار.

وإلى جانب ذلك، عاش عمر المختار أيضا لسنوات في السودان، التي كان فيها حضور قوي للحركة السنوسية، نائبا عن المهدي السنوسي حيث أقام المختار في “قرو” غربي السودان، ثم عينه المهدي شيخا لزاوية “عين كلك”.

أسد الصحراء

اشتهر عمر المختار، بلقب ”أسد الصحراء”، منذ رحلته الأولى إلى السودان، حيث أشارت بعض الروايات إلى أن هذا اللقب جاء بعدما دافع عن الذين كانوا معه في الرحلة ضد أسد هددهم، فبدلا من ترك جمل للأسد كي ينصرف عنهم، امتطى جواده وأطلق النار صوب الأسد وانطلق يطارده ثم عاد لهم برأسه.

وبحسب وكالة أنباء الأناضول، فبعد وفاة محمد المهدي السنوسي، ثاني رجال الحركة السنوسية عام 1902، عاد عمر المختار مجددا إلى برقة ليعين مجددا شيخا لبلدة زاوية القصور، حيث رحب العثمانيون، حكام ليبيا آنذاك بإدارته للمنطقة.

مقاومة الاحتلال الإيطالي

يعتبر عمر المختار، من بين أبرز رمور مقاومة الاحتلال الإيطالي لليبيا آنذاك، حيث منذ أن أعلنت إيطاليا سنة 1911 الحرب على الدولة العثمانية التي كانت تحكم ليبيا ودخلت قواتها للأراضي الليبية، وإعلان روما عام 1912 كون ليبيا أضحت مستعمرة إيطالية، قاد المختار، البالغ وقتها من العمر 53 عاما، المقاومة الليبية ضد الإيطاليين لنحو 20 عاما، أوقع خلالها خسائر فادحة بصفوف الإيطاليين.

وعقب ذلك، عرفت ليبيا عددا من المعارك الكبيرة بين المقاومة بقيادة عمر المختار والقوات الإيطالية، منها معركة درنة فى شهر ماي عام 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جنديا إيطاليا وإصابة نحو 400 آخرين، ومعركة بوشمال عند عين ماره فى أكتوبر عام 1913، فضلا عن معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في فبراير عام، 1914 والتي كان يتنقل خلالها المختار بين جبهات القتال ويقود المعارك.

أسر المختار وإعدامه

 وبعد سنوات من مقاومته للاحتلال الإيطالي، تمكن الإيطاليون شهر شتنبر 1931 من أسر عمر المختار بعد معركة قتل فيها جواده وتحطمت نظارته، حيث وصل بعد ثلاثة أيام من ذلك، القائد الإيطالي غراتسياني إلى بنغازي، وأعلن على عجل انعقاد محكمة خاصة يوم 15 شتنبر 1931، وفي الساعة الخامسة مساء اليوم المحدد لمحاكمة عمر المختار صدر الحكم عليه بالإعدام شنقا.

وبحلول سنة 1943، انتهى الاحتلال الإيطالي لدولة ليبيا، ليبقى عمر المختار، من أشهر الشخصيات التي واجهت بمئات من المجاهدين والمقاومين جيشا استعماريا قوامه نحو 20 ألف جندي، مزوداً بأحدث الطائرات والأسلحة والعتاد، وترسخت في التاريخ العربي.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *