شخصيات تاريخية.. من يكون الخليفة علي بن أبي طالب وكيف استشهد ؟

يعتبر الصحابي على بن أبي طالب رضي الله عنه، رابع الخلفاء الراشدين، الذي لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم، بأبي الحسن، وبأبي ترابٍ، وهي كنية أطلقها عليه حينما وجده راقدا في المسجد وقد أصاب جسده التراب، بعد أن سقط الرداء عنه، واخترنا ضمن هذه السلسلة الرمضانية ”شخصيات تاريخية” على ”برلمان.كوم” تقديم لمحة عن مسيرته.

الولادة والنشأة

ذكرت مصادر تاريخية، أن الروايات تعددت في تحديد السنة التي ولد فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بحيث روي عن ابن إسحاق أنه ولد قبل البعثة بعشر سنوات، وهو ما رجحه ابن حجر العسقلاني، في حين روي عن الحسن البصري أنه ولد قبل البعثة بخمس عشرة أو ست عشرة سنة، بينما روي عن محمد بن علي الباقر قولا يوافق قول ابن إسحاق، وقولا آخر أنّه ولد قبل البعثة بخمس سنوات.

وأشارت المصادر، إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قد تكفل بعلي بعد أن أصابت قريش في إحدى السنوات أزمة شديدة تضرر الناس بسببها، وكان أبو طالب كثير الأولاد، فأتاه النبي مع العباس؛ ليكفل كلٌ منهما أحد أبنائه، فيخففا عنه ضيقه؛ فكفل العباس جعفر، وكفل النبي علياً الذي آمن به بعد بعثته.

إسلام علي بن أبي طالب

وحسب ذات المصادر، ذكر ابن إسحاق أن علي بن أبي طالب دخل على النبي عليه الصلاة والسلام ذات مرة وهو يصلي مع السيدة خديجة، فسأله عن ماهية تلك العبادة، فبين له أنها من شعائر الدين الذي اصطفاه الله لعباده، وأرسل به رسوله، وعرض عليه الإيمان برسالته؛ بتوحيد الله، والتبرُّؤ من الأصنام، فتردد علي في القبول، وأراد أن يستشير والده في ذلك، فكَرِه النبيّ انتشار خبر الدعوة قبل أن يعلنها بنفسه، فخير علي بين الإسلام، أو كتم الأمر وعدم إعلام أحد به، فأسلم علي عقب ذلك، ونطق الشهادتَين، وكتمَ إيمانه؛ خشيةً من أبي طالب.

خلافة علي وجهاده

كانت خلافة على بن أبي طالب امتدادا للخلافة الراشدة عقب استشهاد ثالث خلفاء المسلمين عثمان بن عفان في يوم الجمعة الموافق لـــ 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ على أيدي الخوارج، لتتم مبايعته في اليوم التالي.

وبعد ذلك، تضيف المصادر، انتقل علي إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إليها وحكم في حقبة عرِفت بعدم الاستقرار السياسي وبالأحداث والمواقف الصعبة والمعقدة التي احتاجت إلى الحكمة والدراية الفقهية التي كان هو أهلا لها، لذا استمرت مدة خلافته خمس سنوات (من السنة الـ 35 للهجرة إلى العام الـ 40 للهجرة).

وشارك علي في كل غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، عدا غزوة تبوك حيث خلفه فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المدينة، وعرف بشدته وبراعته في القتال فكان عاملا مهما في نصر المسلمين في مختلف المعارك، من أبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر، وكان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

وفاة علي بن أبي طالب

استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يوم الـ 21 من رمضان سنة الـ 40 هجرية، عن عمر يناهز حوالي 62 عاما، بعدما اغتيل على يد عبد الرحمن بن عمرو بن ملجم بسيف مسموم أثناء أداء صلاة الفجر.