شخصيات تاريخية.. من يكون الفراهيدي عبقري اللغة وكيف مات؟

يعتبر الفراهيدي الملقب بـ”عبقري اللغة” من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، وأستاذ العالم سيبويه، وهو مؤلف أول معجم للعربية وأسماه العين، لذا اخترنا ضمن هذه السلسلة الرمضانية على موقع ”برلمان.كوم” تقديم لمحة عن مسيرته التاريخية.

الولادة والنشأة

ولد الخليل بن أحمد الفراهيدي في عمان عام 718 م وتوفي في البصرة، تلقى العلم على يد علمائها مثل أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهم، بحيث رغم هذا العلم الغزير، تقول الروايات، إنه ظل زاهدا وارعا واسع العلم، فلا يوجد عالم لغوي اتفق المؤرخون على نبل أخلاقه وسماحة روحه، كما اتفقوا على الخليل، فصار حقا ابن الأمة العربية التي أثر فيها فكرا وسلوكا وخلقا.

وتشير مصادر تاريخية، إلى أن الفراهيدي لقى العلم على يديه العديد من العلماء الذين أصبح لهم شأن عظيم في اللغة منهم سيبويه، والليث بن المظفر الكناني، والأصمعي، والكسائي، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي، ووهب بن جرير، وعلي بن نصر الجهضمي.

وضع علم العروض

بحسب المصادر ذاتها، فإن الفراهيدي حين كان يسير بسوق الصفارين، سمع صوت دقدقة مطارقهم على نغم مميز، فتبادرت إلى ذهنه فكرة العروض التي يعتمد عليها الشعر العربي، فكان يذهب إلى بيته ويتدلى إلى البئر ويبدأ بإصدار الأصوات بنغمات مختلفة ليستطيع تحديد النغم المناسب لكل قصيدة، وقد عكف على قراءة أشعار العرب ودرس الإيقاع والنُظُم ليقوم بترتيبها حسب أنغامها.

وبالإضافة إلى ذلك، واصل الفراهيدي جهوده العلمية، وأعد معجما يعد أول معجم عرفته اللغة العربية، وامتدت رغبته في التجديد إلى عدم تقليد من سبقوه، فجمع كلمات المعجم بطريقة قائمة على الترتيب الصوتي، فبدأ بالأصوات التي تنطق من الحلق وانتهى بالأصوات التي تنطق من الشفتين، كما له مجموعة من الكتب بينها كتاب النغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب الإيقاع.

وفاة الفراهيدي

توفي الفراهيدي في البصرة سنة 174 ه، وقال الإمام الذهبي في سبب وفاته ضمن كتاب تاريخ الإسلام، إنه كان يعمل على وضع نوع من الحساب تمضي به الجارية إلى البقال، فلا يمكنه أن يظلمها، فدخل المسجد وهو يعمل فكره، فصدمته سارية وهو غافل فانصرع، فمات من ذلك، وقيل: بل صدمته السارية وتوفي بعدها، وهو يقطع بحرا من العروض.