الأخبارثقافةمستجدات

شخصيات تاريخية.. من يكون صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية وكيف مات ؟

الخط :
إستمع للمقال

يعتبر صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية، من الشخصيات التاريخية، التي هزت الدنيا، وساهمت في صناعة حقبة مهمة من التاريخ الإسلامي، لذا اخترنا ضمن هذه السلسلة الرمضانية على موقع ”برلمان.كوم”، تقديم لمحة عن مساره التاريخي، وحقائق عن وفاته.

ولادة صلاح الدين الأيوبي وعجائب القدر

ولد صلاح الدين الأيوبي عام 532هـ/1137م في قلعة تكريت، وهي بلدة قديمة أقرب إلى بغداد منها إلى الموصل، وقد قامت في طرفها الأعلى قلعةٌ حصينةٌ راكبة على دجلة، بناها ملوك الفرس منذ القدم على حجرٍ عظيم، وجعلوها مخازن للذخيرة، ومرصدا لمراقبة العدو، ثم افتتحها المسلمون في السنة السادسة عشرة من الهجرة أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

وبحسب موقع الجزيرة، فإنه من بين عجائب القدر، أن ولادة صلاح الدين كانت في اليوم الذي أمر فيه “مجاهد لدين بهروز” والي بغداد نجم الدين أيوب، وأخاه شيركوه بمغادرة مدينة تكريت بسبب قتل عم صلاح الدين أحد قواد القلعة، وذلك من أجل امرأة اذاها القائد في شرفها، فانتقم ”شيركوه” للشرف، والمروءة حين استغاثت به، فقتله.

ووفقا لذات المصدر، قد تشاءم أيوب بمولوده الجديد صلاح الدين، وقد هم بقتل ولده عندما كان يصيح، وهو طفل؛ وهم خارجون من المدينة، ولكن أحد أتباعه حذَره من هذا العمل قائلا: ”يا مولاي! قد رأيتُ ما حدث عندك من التشاؤم بهذا الصبي، وأي شيء له من الذنب؟ وبم استحقَ ذلك منك، وهو لا ينفع، ثم ما يدريك أن يكون هذا الطفل ملكا عظيم الصِيت؟”، وهو فعلا ما حدث.

نشأة الأيوبي

خلال سنة  546ه، التحق صلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين شيركوه، وكان أسد الدين مرافقاً لنور الدين؛ الذي تولَّى قيادة الزنكيين بعد مقتل والده، ويبدو أنَّ نور الدين كان قد أدرك قدرات صلاح الدين العسكرية، والإدارية، بحيث تذهب بعض الروايات، إلى أن نور الدين كان يكلِفه بالذهاب إلى عمه لاستشارته في قضايا تخص الدولة، والمكوس، والضمانات، فقد كان نور الدين يهتم بمشاورة كبار قواده، بحيث كانت تسمى هذه الوظيفة لصلاح الدين في العصر الحديث: كاتم الأسرار وضابط الركن الشخصي لنور الدين.

 وفي القرن السادس الهجري سطع نجم صلاح الدين الأيوبي سطوعا باهرا، إذ برزت مواهبه وملكاته على النحو الذي يثير الإعجاب والتقدير، وحصل على مكانا بارزا بين قادة العالم، وصانعي التاريخ.

وتشير الروايات، إلى أن وفاة نور الدين محمود سنة (1174م/ 569هـ) شكلت نقطة تحول في حياة صلاح الدين، إذ أصبحت الوحدة الإسلامية التي بناها نور الدين محمود معرضة للضياع، ولم يكن هناك من يملأ الفراغ الذي خلا بوفاته، فتقدم صلاح الدين ليكمل المسيرة، ويقوي البناء، ويعيد الوحدة.

تأسيس الدولة الأيوبية وتحرير بيت المقدس

أسست الدولة الأيوبية في مصر، وامتدت على رقعة واسعة من الشام إلى اليمن ووصولا إلى النوبة وشمال إفريقيا، وكان صلاح الدين هو مؤسسها، بدأ وزيرا للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله ونائبا للسلطان نور الدين محمود على مصر في آن واحد.

وبحسب مصادر تاريخية، فقد تمكن من تركيز الصلاحيات في يده وصار المتصرف في الأمور، فتمكن من إعادة مصر لحضن الدولة العباسية، ثم أغلق مراكز التعليم الشيعية الفاطمية، وبدأ بنشر المذهب السني، وبعد وفاة خاله السلطان نور الدين زنكي، توجه إلى دمشق، ثم ضمَ حمص وحلب، وقام بعدها بتحصين جنوب بيت المقدس، استعدادا لأي هجوم أو اعتداء من أرناط حاكم قلعة الكرك، والذي اعتاد على مهاجمة الحجيج والأماكن المقدسة في مكة والمدينة.

وإلى جانب ذلك، تؤكد الروايات، أن صلاح الدين الأيوبي، اعتنى بمينائي القلزم وجدة، وتمكن من استرجاع مدينة القدس في 27 رجب 583 هـ 2 أكتوبر 1187م، بعد انتصار جيشه في معركة حطين، ثم تمكنت جيوشه من تحرير معظم موانئ الشام على طول ساحل فلسطين ولبنان، ثم جاءت الحملة الصليبية الثالثة فأعادت عكا إلى الصليبيين، واضطر صلاح الدين لتوقيع صلح الرملة مع ريتشارد قلب الأسد.

وفاة الأيوبي

 خلال عام 1185م، تدهورت صحة صلاح الدين الأيوبي لأول مرة، عندما كان يبلغ من العمر 47 عاما، ولم تكن هناك أعراض دقيقة بحسب الوثائق التاريخية، ومرض حينها لفترة شهرين، بحسب ما نقله موقع ”روسيا اليوم” عن أبحاث أحد الأطباء، لمعرفة أسباب وفاة أشهر الشخصيات التاريخية، منهم الأيوبي.

وذكر المصدر، أن حالة الأيوبي، عادت للتدهور مجددا عام 1190، وتعرض لنوبات من حمى غامضة، ولم يبرح فراشه شهرا كاملا، مشيرا إلى أنه عندما بلغ 56 من عمره، اشتكى السلطان من الحمى وآلام المغص المعوي وفقدان الشهية وعسر الهضم. وعانى أيضا من الصداع والنزيف، وفي اليوم السابع والثامن من المرض أصبح مشوش الذهن، وفي اليوم الحادي عشر بدأ العرق يتصبب منه بغزارة وبدأ يفقد الوعي تدريجيا ومات في اليوم الرابع عشر.

ونقلا عن المصدر، فقد أكد الطبيب ستيفن غلوكمان أن الصورة السريرية للمرض لم تكن مشابهة للجدري أو الطاعون أو السل، وتوفي الزعيم صلاح الدين الأيوبي (على الأرجح) من حمى التيفوئيد، والعامل المسبب كان بكتيريا السالمونيلا التيفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى