شريط تبون يتحدث الى بلينكن : كيف أهان رئيس ثرثار ممثل دولة عظمى! ـ2 ـ – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

10:39 - 6 أبريل 2022

شريط تبون يتحدث الى بلينكن : كيف أهان رئيس ثرثار ممثل دولة عظمى! ـ2 ـ

برلمان.كوم - بقلم: محمد العربي الشلح

اعتقد الرئيس عبد المجيد‮ ‬تبون أن إسهاله اللغوي‮ ‬المتناثر سيثيرإعجاب الوزير الأمريكي‮ ‬في‮ ‬الخارجية انطوني‮ ‬بلينكن‮ ‬ويترك أثرا بليغا عند ضيفه‮..! و لكنه‮، ‬كَأيِّ‮ ‬ممثل فاشل،‮ ‬أراد أن‮ ‬يعجبه‮ ….‬فأهانه‮!‬ نعم أهانه،‮ ‬على الأقل ثلاث مرات،‮ ‬بالواضح‮ ‬وبدون أن‮ يدرك زلاته وهو في‮ ‬أوج الهذيان‮:‬

أهانه أولا‮‬،‮ ‬لما اعتبر بأن الولايات المتحدة الامريكية والجزائر‮ ‬يكادان‮ ‬يكونان‮… ‬توأما سياميا‮! وقد عبر الرئيس الجزائري‮ ‬تبون‮ عن ذلك بالقول‮ «‬إن كثيرا من التشابه‮ ‬يوجد بين دولة الولايات المتحدة ودولة الجزائر»،‮ ‬مكرِّرا ذلك مرتين‮!‬
‮ ‬وبدون أن‮ ‬يرف له جفن،‮ ‬ولا أن‮ ‬يصاب بتمزق عضلي‮ ‬في‮ ‬الدماغ‮ ‬أو‮ ‬يتصبب عرقا، ذكر تاريخ عيد الاستقلال بين البلدين‮.. كنقطة تشابه كبرى.
والحال أن العيد في الجزائر هو 5 يوليوز 1962
والعيد في أمريكا هو 4 يوليوز من عام 1776، والفاصل بينهما إذن هو قرن واحد و86 سنة و ‮ ‬24‮ ‬ساعة ….! ‬
وهو ما‮ ‬يعطي‮ ‬فكرة عن‮ ‬معنى التشابه عند رئيس القوة الضاربة‮!‬
‮ ‬وأهانه ثانيا‮‬،‮ ‬لما اعتبر بأن الديموقراطية‮‬،‮ ‬بعد الدولة، في‮ ‬الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الجزائرية‮ … ‬تلتقيان‮!‬
فأراد أن‮ ‬يرفع ديموقراطية الجزائر إلى مصاف ديموقراطية عريقة مثل الديموقراطية الأمريكية‮ التي‮ ‬كُتبت عنها الكتب‮ من طرف كبار المفكرين من قبيل‮ «‬اليكسيس دو طوكفيل‮ »‬،‮ ‬فَأذلَّ‮ هذه الأخيرة وخفَّض من مستواها‮‬،‮ ‬عندما جعل‮ »‬ديموقراطية‮« ‬العسكر،‮ ‬التي‮ ‬قاطعها‮ ‬20‮ ‬من الجزائريين في‮ ‬مرتبة ديموقراطية تاريخية‮.‬
وأهانه ثالثا،‮ ‬عندما أراد أن‮ ‬يوحي‮ ‬له‮ «‬واجبات أمريكا‮» ‬في‮ ‬منطقة تعرف عنها الدولة الامريكية آكثر مما‮ ‬يعرفه كل جنرالات الجزائر،‮ ‬وهم كلهم من رعيل الحرب‮ الباردة وخريجي‮ ‬مدارس الاتحاد السوفياتي‮ ‬الطيب الذكر‮!‬
وهذه إهانة تجلت في‮ ‬محاولة تحقير دولة صديقة،‮ ‬تعتبرها الولايات المتحدة الحليف الاكثر قوة والاكثر صلابة على ‬بوابات المحيط الأطلسي‮ ‬والبحر الابيض المتوسط‮.‬
كما لو أن الرئيس المعزول‮ يملي‮ ‬على قوة عظمى سلوكها في‮ ‬المنطقة‮ … ‬وفي‮ ‬العلاقات الدولية‮.‬
لقد نسي «تبون»‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬خضم هذيانه أن بلينكن كتب‮‬،‮ ‬عندما وصلت طائرته الى المغرب جملة كان عليه أن‮ ‬يقرأها ويفهم مغزاها ويجتنب الخوض في‮ ‬ما له علاقة بمحتواها‮، ‬وهي‮ ‬قولة بلينكن‮ » ‬لقد وصلت الى المغرب أحد أول اصدقاء امريكا‮».‬
كانت العبارة كافية لكي‮ ‬يلجم لسانه الطويل في‮ ‬حق المغرب‮.‬
‮ ‬وكان عليه أن‮ ‬يفهم أن المسؤول الامريكي‮ ‬وهو‮ ‬يحيل على أول صديق لبلاده،‮ ‬كان‮ ‬يعود‮ ‬إلى سنة‮ ‬1777‮ ‬،‮ ‬وإلى أول اعتراف في‮ ‬العالم بدولة امريكا‮ من خطف دولة المغرب‬،‮ ‬ويحيل على اتفاقية الصداقة،‮ ‬التي‮ ‬تعد أطول صداقة في‮ ‬التاريخ السياسي‮ ‬والديبلوماسي‮ ‬لأمريكا،‮ ‬وعلى رسالة جورج واشنطن الى الملك محمد الثالث‮‬،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يخاطبه ‮وقتها بالامبراطور‮..!‬
لقد كتب «انطوني‮ ‬بلينكن» ما سبقه اليه جورج واشنطن منذ قرنين و31‮ ‬سنة‮! ‬عندما خاطب الملك المغربي‮ ‬بالقول«إلى جلالة امبراطور المغرب
وصديقي‮ ‬الهمام العظيم‮»! ‬
وبما أن‮ ‬الرئيس عبد المجيد تبون اعتبر أن تونس هي‮ ‬الاقرب،‮ ‬لغاية في‮ ‬نفس‮ ‬يعقوب،‮ ‬يريد من خلالها ان‮ ‬يوهم بأن تونس قيس سعيد على‮ ‬ايقاع واحد مع جزائر «شنقريحة»،‮ ‬فلابأس بأن‮ ‬يقرأ ما‮‬كتبه جورج واشنطن منذ قرنين‮ ‬في‮ ‬العلاقة بينه وبين ‮ ‬المغرب:‮ «‬كما توصلت بالخطابات التي‮ ‬تلطفتم جلالتكم بتحريرها لصالح الولايات المتحدة إلى بشوات تونس وطرابلس،‮ ‬وأرفع إلى سماحتكم شكر وامتنان الولايات المتحدة على هذه الالتفاتة الكريمة الدّالة على صداقتكم‮.»‬.. ولم يكن الموضوع سوى حماية التجارة والسفن الامريكية في الحوض المتوسط!
وكان على الرئيس عبد المجيد تبون أن‮ ‬يلقي‮ ‬نظرة على خريطة المغرب،‮ ‬الذي‮ ‬يتهمه كذبا وبهتانا بالتوسع،‮ ‬وأين كانت حدودها في‮ ‬التاريخ الذي‮ ‬يقرأه الامريكيون وأولهم الديبلوماسيون‮‬،‮ ‬أم‮ ‬يعتقد بأنهم جميعهم مثل رمطان لعمامرة أَلِفوا التزوير‮ وتشويه التاريخ وخلق الأكاذيب‮ ويجعلون منها حقائق تاريخية؟
لقد ردت واشنطن بما‮ ‬يجب على هلوسات الرئيس الجزائري،‮ ‬بأن اكتفت بنشر ملخص عمَّا دار بين تبون‮ … ‬وتبون‮! ‬
فالوزير الامريكي‮ ‬لم‮ ‬ينبس ببنت شفة تذكر،‮ ‬اللهم من عبارات مقتضبة كرر فيها المواقف الامركية المعروفة والتي‮ ‬سعت صحافة الاعلام الرسمي‮ ‬الجزائري‮ ‬الى تحريفها،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك الموقف الامريكي‮ ‬من سيادة المغرب على صحرائه‮!!!‬
‮ ‬قمة السفه واللامسؤولية والخرف السياسي‮..‬
وفي خضم هذه الترهات، انفلت لسان عبد المجيد توبن مرة واحدة، فكانت هي الكلام الوحيد الذي له معنى لما قال: منإن المغرب والجزائر «عقليتان مختلفتان»، والحقيقة هي كذلك، إذ لا مقارنة مع وجود فارق في الوعي وفي الاخلاق وفي قراءة التاريخ وفهم الحاضر وفي «الإيتيكيت» الديبلوماسي!..

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *