شريط تبون يتحدث الى بلينكن : من المؤسف أن يكون الهذيان... رئيس دولة! ـ1ـ – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

9:00 - 5 أبريل 2022

شريط تبون يتحدث الى بلينكن : من المؤسف أن يكون الهذيان… رئيس دولة! ـ1ـ

برلمان.كوم - بقلم: محمد العربي الشلح

«البلاد (الجزائر ) واسعة جدا، أكبر من أن نُؤثتها بالهذيان » الكاتب الجزائري كمال داوود في المقطع الذي انتشر بشكل كبير عن اللقاء الذي تم بين رئيس الدولة الجزائرية «عبد المجيد تبون» ووزير الخارجية الامريكي  «انطوني بلينكن»، الذي زار الجزائر موخرا، نجد التعريف البسيط للهذيان!

وحسب ما  تقول معاجم علم النفس فإنه اضطراب نفسي يجد ترجمته في تشتت الافكار وتشوشها والفهم الخاطىء للوقائع والابتعاد عنها.
من المؤسف أن يكون الهذيان… رئيس دولة!
فمن حيث الشكل، لم يعط الرئيس «عبد المجيد تبون لنفسه» ولو لحظةَ تنفُّسٍ، يمكننا من خلالها أن نعرف متى انتهى من موضوع لينتقل الى الموضوع الذي يأتى بعده.
فاستمعنا لـ«ماراتون» من المواضيع، من علاقات «  كوسي كوسا cousi cousa« مع المغرب، الى وجود خلاف دون علاقة بالصحراء، إلى موريتانيا الى اندونيسيا الى الابرتهايد، الى فلسطين والسلام مع اسرائيل..تصرف فيها الرئيس تبون تصرف تلميذ غير واثق من ذاكرته،  يستظهر المحفوظات  بسرعة كي لا ينساها… 
وفي الشكل دائما، لقد تصرف عبد المجيد تبون تصرف مخبر وليس رئيس دولة.
ومن سوء حظه أنه اعتقد بأن يخبر ويقدم وشايته بالمغرب، أمام وزير خارجية لا يعرف المنطقة ولا يعرف تاريخ بلدانها، ولا يعرف الجزائر نفسها.
فأضاف إلى الهذيان نزعةَ غرور لا يمكن أن يغفلها وزير خارجية دولة عظمى، ولا أن يحسبها على .. حسن الضيافة والثرثرة الديبلوماسية الودودة!
وبدون شعور منه، أعطى لرئيس الديبلوماسية الامريكية فرصة بأن يضبطه وهو في حالة هذيان طافح، متلبسا بجنون العظمة. وقد قلناها سابقا، بأن العزلة التي تعيشها الجزائر خلقت عند نخبتها حالة جنون  عظمة مثيرة للشفقة!
على كل حتى الهذيان، في الديبلوماسية يجب أن يستمع إليه وزراء الخارجية!
دفعة واحدة، انتقل الرئيس من «الديك الى الحمار»،  لم يجد خلالها فرصة من ينصحه بأن يأخذ نَفَسًا ويُهوِّن عليه قليلا..
لا يمكن أن نجد تفسيرا لما قام به إلا في  شعور بأنه أمام فرصة  لن تُعوَّض للحديث الى ممثل دولة كبرى، جاء ليقضي بضعة ساعات فقط في الجزائر، بعد أن كان قد قضى يومين في بلاد « العقلية الاخرى »!
فرصة لا شك أنه اعتبرها انجازا سياسيا وديبلوماسيا وجيوـستراتيجيا يُحسب له، لا لغيره، في زمن أصبح أبسط طالب في علوم السياسة أو في القانون الدولي يطلع على عشرات المآت من الوثائق و«الاسرار» أكثر مما يعرفه الرئيس الجزائري، بالأحرى أن تغيب …. عن أنطوني بلينكن!

في الشكل دوما، هناك أعراف سياسية متعارف عليها دوليا، بالنسبة للزيارات ذات الطابع الثنائي، والتي عادة ما تنتهي بندوة صحافية مشتركة بين المسؤولين أو ببلاغ مشترك، وتراعى في تدبير الزمن فيها و تفاصيل تحددها طبيعة الزيارة أو طبيعة الضيف أو طبيعة الموضوع. فهل يمكننا أن نخمن أن«انطوني بلينكن» قد ضرب حساب ساعات الدرس الشفوي الذي متعه به الرئيس تبون، وهو في حالة «حضرة تاريخية» transe historique بلا حدود؟
لا يمكن الجزم بتاتا. فكل هذه الأشياء والتفاصيل الدقيقة في التعامل البروتوكلي غابت كما يتضح من الصورة  المنشورة عن اللقاء وتفاصيل النقاش الذي تم عرضه في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعني بأن الدولة الجزائرية كان همها هو أن تلتقط صورة مع ممثل دولة عظمى لم تعد تخفي مواقفها من القضايا الضرورية للمغرب ولمصالحها هي ذاتها.

في الشكل، قبل أن ندخل صلب الموضوع، نتسائل: هل أراد الرئيس أن يصحح «الزلة» التي وقعت مع نائبة «انطوني بلينكن» السيدة «ويندي شيرمان»، التي زارت الجزائر في بداية الشهر المنصرم،  و ناقش الرئيس تبون معها قضايا…الصرف الصحي؟ وأراد أن يصحح بدروس التاريخ المزور هذه الواقعة؟
ربما، لكن محاولته كانت صرفا صحيا من النوع التاريخي للأسف،،،!
يتضح الهذيان عند الرئيس تبون في تزوير الوقائع، ووضع الاحداث خارج سياقها الزمني، وفي الادعاء بانتصارات وهمية في التاريخ المعاصر، كان سببها الايديولوجيا والبترودولار ، لا التاريخ ولا المباديء..
لقد تعودنا في المغرب على  هذيانه بالعربية!
والآن أعطانا وصلة  جديدة من الهذيان بالفرنسية، واكتشفنا أن من مواهبه.. الهذيان المزدوج اللغة، هذيان بيييييلانغ! 

ـ يتبع ـ

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *