شهر رمضان شهر المساجد بالمغرب.. عناية ملكية خاصة ببيوت الرحمان.. مساجد لمحاربة الجهل ونشر المعرفة

يولي أمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله، عناية خاصة واهتماما فائقا ببيوت الرحمان، على عدة مستويات، سواء في فن العمارة والتأطير الديني والتجهيز، ما يبرز مكانة شؤون الدين الإسلامي الحنيف لدى أمير المؤمنين.
وخلال هذا الركن من المقالات الرمضانية، الذي اخترنا له عنوان “شهر رمضان شهر المساجد بالمغرب.. عناية ملكية خاصة ببيوب الرحمان”، سنحاول تسليط الضوء على مساجد المملكة، في عهد الملك محمد السادس، التي عرفت حركة عمرانية واسعة النطاق شملت تشييد مجموعة من المساجد الجديدة في مختلف ربوع المملكة، وإعادة ترميم وتأهيل المساجد العتيقة، مع مراعاة الطراز المعماري المغربي الأصيل.
محو الأمية بالمساجد.. ورش ملكي لمحاربة الجهل ونشر المعرفة
يعد برنامج محو الأمية بالمساجد ورشا ملكيا طموحا في مجال التنمية البشرية، حيث يجمع بين الأبعاد الدينية، التعليمية، والاجتماعية، ليسهم في بناء مجتمع أكثر وعيا وانخراطا في عجلة التنمية.
وقد انطلق هذا البرنامج الطموح يوم 15 شتنبر 2000، بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، بهدف أولي تم تحديده في تسجيل 10 آلاف مستفيد(ة)، بإشراف 200 مؤطر في 100 مسجد موزعة عبر أقاليم المملكة، قبل أن تتوسع قاعدته اليوم بشكل كبير نظرا للنجاح الذي حققه.
أهداف برنامج محو الأمية بالمساجد.. تعليم وتمكين اجتماعي واقتصادي
من بين أهداف برنامج محو الأمية بالمساجد، إحياء الدور التربوي والاجتماعي للمسجد باعتباره فضاء للعلم والمعرفة، كما يهدف البرنامج كذلك إلى خلق فرص شغل جديدة تسهم في تقليص بطالة حاملي الشهادات، من خلال إدماجهم في التأطير والتعليم، مع تكوينهم وتأهيلهم في مجال تعليم الكبار، ما يعزز فرص الإدماج المهني والاجتماعي لهذه الفئة، إلى جانب مساهمته في خلق سلسلة إنتاجية ذات قيمة اقتصادية مرتبطة بالبرنامج، تشمل طباعة الكتب وتجهيز الفصول الدراسية.
تعبئة مختلف الموارد لإنجاح البرنامج
لتنزيل البرنامج على نطاق واسع، تم تجهيز أكثر من 7000 مسجد بالوسائل الحديثة، كما شمل الفضاءات السجنية وإصلاحيات الأحداث، مما يعكس شمولية البرنامج وحرصه على تمكين جميع الفئات.
ولم يقتصر البرنامج على الفضاءات التقليدية، بل توسع ليشمل وسائل الإعلام الحديثة، حيث لعبت القناة السادسة والمواقع الإلكترونية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دورا محوريا في دعم التعلم عن بعد ونشر المعرفة على نطاق أوسع.
برنامج محو الأمية.. نتائج ملموسة وآفاق واعدة
تشهد لغة الأرقام على النجاح الذي حققه برنامج محو الأمية في المساجد منذ انطلاقه، حيث انتقل عدد المستفيدين منه، من 10,000 مستفيد سنة 2000 إلى أكثر من 302,699 مستفيد خلال موسم 2016-2017، بمعدل نمو سنوي قدره 22.18%.
وبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين المسجلين في برنامج محو الأمية منذ انطلاقه سنة 2000 إلى حدود سنة 2025، أزيد من 4 ملايين و990 ألف مستفيد، منهم مليونان و115 ألفا في العالم القروي، ما استلزم تعبئة اعتمادات مالية سنوية، بلغت سنة 2025 نحو 180 مليون درهم، خصص منها 94.3 مليون درهم للعالم القروي.
هذا ويواصل برنامج محو الأمية بالمساجد توسيع نطاقه وتجويد خدماته، مسترشدا بالتوجيهات الملكية السامية، التي تؤكد أن محو الأمية لا يقتصر فقط على تعلم القراءة والكتابة، بل يشمل أيضا تمكين الأفراد من الفهم والتحليل والتواصل، مما يتيح لهم الاندماج الفعلي في المجتمع والمساهمة في مسار التنمية.