صحيفة ألمانية: الاستخبارات الألمانية كانت زبونة لشركة NSO واستعملت "بيغاسوس" – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

21:45 - 14 يناير 2023

صحيفة ألمانية: الاستخبارات الألمانية كانت زبونة لشركة NSO واستعملت “بيغاسوس”

برلمان.كوم محمد طماوي

كشفت الأسبوعية الألمانية “دي تسايت” أن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية كانت زبونة لشركة NSO Group الإسرائيلية، التي طورت برنامج التجسس الشهير.

 هذا وبعد شهر من تسريبات الصحافة الألمانية على أن الشرطة الجنائية الفيدرالية (BKA)،  قد استخدمت برنامج التجسس “بيغاسوس” في أوائل عام 2020، كشفت الأسبوعية الألمانية “دي تسايت” Die Zeit” على أن جهاز المخابرات الخارجية الألماني، (BND)، هو أيضا عميل لبرنامج التجسس المثير للجدل للغاية.

وأوضحت أن برنامج التجسس بيغاسوس، الذي صممته شركة NSO Group الإسرائيلية، التي تبيعه حصريا لقوات الشرطة أو المخابرات، يتيح لمستعمليه شبه التحكم الكامل  في الهاتف، سواء كان يعمل بنظام Android أو iOS ، وذلك دون علم المستخدم حيث أنه بمجرد تثبيته، يتيح البرنامج الاستماع إلى المحادثات ومعرفة الموقع الجغرافي للجهاز كما يمكن كذلك من تشغيل الكاميرا أو تسجيل أرشيفات برامج المراسلة المشفرة مثل WhatsApp.

وذكرت الصحيفة أنه في يوليوز الماضي، كشف اتحاد دولي مكون من سبعة عشر وسيلة إعلامية، بما في ذلك صحيفة لوموند، بتنسيق مع منظمة “فوربيدين سطوريز”، عن استخدامات غير قانونية متعددة واسعة النطاق للبرنامج. وقد أظهرت قائمة تضم 50 ألف هدف محتمل، اطلعت عليها وسائل الإعلام المذكورة، أن عشرات المحامين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان قد تم التجسس عليهم من قبل بيغاسوس. كما أوضحت  أن عشرات رؤساء الدول والحكومات كانت على قائمة الأهداف المحتملة، بما في ذلك إيمانويل ماكرون، فضلا عن وزراء ودبلوماسيين، في فرنسا كما في بلدان أخرى.

التداعيات السياسية في ألمانيا

ولم توضح ذات الصحيفة  كم من الوقت وفي أي ظروف قد تكون دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية استخدمت بيغاسوس. ولكن عندما كانت الشرطة الجنائية الفيدرالية للبلاد قد وقعت عقدا مع مجموعة NSO، كانت الدوائر القانونية للشرطة الفيدرالية نفسها قلقة بشأن قدرات البرنامج إذ كانوا يخشون أن يكون استخدامه، حتى في سياق التحقيقات المناسبة، مخالفا للدستور الألماني، الذي يضمن الحق في الخصوصية. وقد طلب مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية على وجه التحديد من مجموعة “Nso” الحد من قدرات البرنامج من أجل استخدامه.

واسترسلت الصحيفة أنه في يوم الجمعة 8 أكتوبر، استجوبت النائبة مارتينا رينر (عن اليسار) العديد من قادة حزب عالم البيئة Die Grünen والحزب الديمقراطي الحر، وهما الحزبان الذان طالبا في الأشهر الأخيرة بتأطير أو حظر برامج التجسس وهما الآن في وضع “صانعي الملوك” لتشكيل الحكومة الألمانية المستقبلية إذ كتبت النائبة مارتينا رينر على تويتر “نحن بحاجة إلى حظر على هذا البرنامج” ، داعية كلا الطرفين إلى “الوفاء بوعودهما”.

وأضافت الصحيفة أن خارج ألمانيا، قوبلت عمليات الكشف عن “مشروع بيغاسوس” بنوع من السرية في المستشاريات الأوروبية. ووفقا لمصادر داخل مجموعة NSO وداخل أجهزة الاستخبارات في العديد من الدول الأوروبية، فإن ألمانيا ليست الدولة الوحيدة داخل الاتحاد التي استخدمت بيغاسوس ففي إسبانيا، استهدف برنامج التجسس نشطاء استقلال كتالونيا، على الرغم من أنه لم يتضح أي من أجهزة الأمن في البلاد الذي استخدم البرنامج المذكور.

ماذا عن فرنسا؟  تتسائل الصحيفة ، مؤكدة أن مجموعة NSO ، اتصلت في السنوات الأخيرة، بالعديد من أجهزة الشرطة أو المخابرات في فرنسا، لكن لم يحصل أي منها على ترخيص لاستخدام البرنامج، وذلك وفقا لمعلومات “لوموند”.

وأضاف ذات المصدر أن القرار اتخذ على أعلى المستويات في الدولة، لأسباب تتعلق بالسيادة التكنولوجية زيادة عن ” الخوف من تشويه السمعة” : لأن مجموعة “Nso تبيع برمجياتها إلى العديد من الأنظمة الاستبدادية، مثل كازاخستان أو رواندا، بينما تدعي أنها تختار عملائها بعناية، بما في ذلك المعايير الأخلاقية.

دول محمية

وتأتي هذه البيانات الجديدة في الوقت الذي أكدت فيه محكمة بريطانية يوم الأربعاء 6 أكتوبر أن هواتف الأميرة هيا من دبي قد تعرضت للاختراق من قبل بيغاسوس، لحساب زوجها، أمير دبي. كما تظهر الوثائق التي نشرتها المحكمة أن مجموعة NSO حذرت الأميرة ومحاميتها من أنهما قد استهدفا على الأرجح من قبل “بيغاسوس”.

هذا وقد  تم قطع اتصال دبي ببرنامج التجسس القوي بعد فترة وجيزة، وتقول مجموعة NSO إن أرقام المملكة المتحدة لم يعد من الممكن استهدافها بواسطة البرنامج.

ووفقا لمصدر مطلع على الإدارة الداخلية لمجموعة “NSO”، لم يعد برنامج بيغاسوس يسمح باستهداف دول تحالف “العيون الخمس”، الذي يضم الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. 

ووفقا لذات المصدر، لا يمكن للبرنامج اختراق هواتف هذه البلدان إلا عندما يكون العميل من نفس البلد: مثال على ذلك، يمكن لعميل “بيغاسوس” الأسترالي لـ ( دائرة حفظ النظام أو جهاز الاستخبارات) مراقبة الهواتف الأسترالية فقط.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *