

نشرت صحيفة إيطالية مقالا تتساءل فيه عمن يحكم الجزائر، تزامن نشره مع الزيارة التي قامت بها جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، للجزائر أول أمس الإثنين، وهي بالمناسبة الأولى لها بعد وصولها لرئاسة الوزراء، من أجل توقيع شراكات تهم بالأساس الغاز الجزائري الذي أصبح محط أطماع العديد من الدول الأوروبية، وفي المقابل أصبح الوسيلة الوحيدة لنظام العسكر لشراء مواقف لصالحه، تدعمه أمام مطالب الشعب الجزائري برحيله وإقامة دولة مدنية تحفظ للجزائريين حقهم في العيش الكريم وفي دولة المؤسسات.
ونشرت صحيفة “editorialedomani” أمس الثلاثاء، مقالا بعنوان “متاعب الجزائر الغامضة، جارة مهمة وإشكالية”، وصف فيه كاتبه دافيد ماريا دي لوكا الجزائر بأنها بالرغم من كونها شريك مهم لبلاده فإنها دولة غامضة وتعتبر إشكالية، قبل أن يشير في مستهل مقاله إلى أن العديد من المهتمين بالشأن السياسي خاصة الصحافيين والخبراء يطرحون تساؤلا يتعلق بمن يحكم الجزائر ومن المسؤول فيها؟ وهو السؤال بحسب ذات الكاتب الذي تم تداوله بشكل كبير بعد الزيارة التي قامت بها ميلوني للجزائر الذي تعتبر شريكا لأوروبا في مجال الطاقة، لكنه منافس حقيقي لحليف آخر هو المغرب.
وأكدت ذات الصحيفة أن الجزائر تعتبر لغزا يصعب حله بالنسبة لحكومات الدول الأوروبية المتوسطية، مبرزا أن السؤال المطروح بخصوص من يحكم الجزائر يجيب عنه الجزائريون ببساطة، وأن من يحكمهم هي طغمة عسكرية من كبار العسكريين الذين يرتبطون بالجيل الذي خاض حرب التحرير ضد فرنسا في الستينات، مشيرة كذلك إلى أن السلطة موزعة بين الجيش ودوائر المسؤولين غير المنتخبين.
وفي هذا الصدد، أشارت ذات الصحيفة أيضا إلى أن النظام العسكري الحاكم في البلاد استغل ذريعة وباء كورونا لمنع الاحتجاجات، والزج بالصحافيين والمعارضين في السجون واضطهَادهم، ليحيل الكاتب على مقال كزافيي دريينكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، والذي نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية بعنوان “الجزائر تنهار.. فهل تجر معها فرنسا؟”، مؤكدا أن الوجه الحقيقي للجزائر هو أنه نظام عسكري وحشي يُخفي نفسه وراء سلطة مدنية.
وأشار كاتب المقال إلى أنه وبالرغم من الطبيعة الاستبدادية للنظام الحاكم في الجزائر فإن ذلك لم يمنع أوروبا من التعامل معه تجاريا، لتوفره على حقول النفط والغاز، وإيطاليا كانت من أوائل الدول التي عززت علاقاتها بالجزائر في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، رغم رفض الجزائر إدانة الغزو الروسي.